هذه الهيستريا التى أصابت الرئيس التركى أردوغان مبعثها الوحيد صدمته من الحفاوة البالغة التى أحاطت الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أروقة الأممالمتحدة وبعد الترحيب الدولى الواسع بموضوعية واستقامة خطاب السيسي. لقد ذهب أردوغان إلى نيويورك متوهما أن بمقدوره بالتنسيق مع قطر أن يثيرا الزوابع فى وجه مصر ورئيسها أمام أكبر محفل دولى فإذا بالمائدة تنقلب عليه وعلى حلفائه ويصبح السيسى هو نجم الدورة الحالية للأمم المتحدة مثلما سجل التاريخ دورات للمنظمة الدولية كان نجومها من خارج القوى الدولية الكبرى مثل جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو وباتريس لومومبا فى حقبة الستينات من القرن العشرين. كانت مصر حاضرة بكل أطيافها مع السيسى فى رحلة نيويورك بعد أن فشلت كل دعاوى تخويف الرجل من الذهاب بدعوى الحرص عليه ولعدم المعرفة بشخصيته الجسورة التى لا تعرف التراجع إلى الخلف أو الهروب إلى الأمام... بينما كانت تلاحق أردوغان الاتهامات بدعمه للإرهاب بشكل عام وتنظيم داعش بشكل خاص وقد عزز من صحة هذه الاتهامات أنها سمعت مرة داخل تركيا وعلى صفحات صحفها الكبري! فى صحيفة «ميللييت» التركية كتب «قدرى جورسال» مقالا قال فيه «إن أكثر ما يدعو للاستهجان هو محاولة حكومة أردوغان إضفاء نوع من العقلانية على «داعش» وخطواته من خلال قول بعض المسئولين الأتراك أن الظلم فى العراق وسورية وحرمان العرب السنة من حقوقهم السياسية ساهم فى توفير بيئة حاضنة لتنظيم «داعش» وعززا نموه فى ذلك المحيط بالتالي.. وهكذا فإن تركيا تتصرف كمن يحاول فتح باب للحوار مع «داعش» أو مقاربته مقاربة عقلانية لذا تأخرت فى إعلانه تنظيما إرهابيا على رغم كل الأعمال البربرية والوحشية التى ارتكبها.. ويميل المسئولين الأتراك إلى قبول «داعش» وتفهم الظروف التى أدت إلى نشوئه والتى تعتبرها أنقرة.. «تطورا طبيعيا لثقافة المنطقة وظروفها». لقد أراد أردوغان المفضوح داخليا وعالميا أن يغطى على فضائحة بالتطاول على نجم العام للأمم المتحدة الرئيس السيسى ولكن هيهات.. هيهات! خير الكلام: إذا طالك العيب من أهل العيب فلا تعجب ولا تستغرب! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله