بعد أن أجهض وعي الشعب المصري كل دعوات الفتنة والتحريض أمس الأول "الجمعة" تحت لافتة مزيفة اسمها "ثورة الغلابة" وبعد أن أثبتت الغالبية العظمي أنها مع الاستقرار وضد الفوضي ومع التصحيح ضد الجمود رفضا لسياسة دفن الرءوس في الرمال التي تستهدف تأجيل الجراحة الضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصري من أمراضه المزمنة فإن هناك كلمة ضرورية وواجبة لأصحاب الرأي الكلمة مفادها أنه إذا كنا نملك الحق الكامل في انتقاد الحكومة فإن من واجبنا أن ننتقد أنفسنا كشعب بسبب روح السلبية والإهمال واللامبالاة في مختلف مواقع العمل. لقد آن الأوان لكي نناقش أمورنا بنظرة شاملة تتجاوز حدود تحميل المسئولية لهذه الوزارة أو تلك بحيث نتعامل مع أي أزمة برؤية اقتصادية وسياسية واجتماعية شاملة تضمن وضع قواعد صارمة وحاسمة لضبط الأداء العام وإعمال مبدأ الثواب والعقاب بعيدا عن العواطف والمجاملات والمحسوبيات. أقول ذلك - ويتفق معي كثيرون - أن أكبر آفات مجتمعنا الراهن هو ذلك الترهل المزعج في الجهاز الإداري للدولة والذي ينعكس سلبا علي مجمل الأداء العام ويؤدي إلي تقليل القدرة علي إدارة شئون المجتمع وتحقيق أهداف الدولة بالكفاءة الواجبة. وبعيدا عن الدخول في دائرة المثل الشعبي الشهير.. "ياتري نفتح الشباك أم نغلقه" فإن علي الذين يتصدون لمخاطبة الرأي العام أن يدركوا أن الدول المتقدمة لم تصنع تقدمها بالمزايدات وإنما بإدراك أهل الكلمة والرأي لدورهم في الارتفاع بوعي الجماهير ودفعهم للحرص علي الممتلكات العامة والانتصار لبروتوكول التقدم المتعارف عليه دوليا بأن الإدارة علم له أصوله وقواعده بصرف النظر عن الأيديولوجيات السياسية فالإدارة بمفهومها العلمي الصحيح هي علم توظيف الإمكانات المادية والبشرية المتاحة من أجل الحصول علي أفضل نتائج. خير الكلام: مزايا العقل تجلب الحساد.. ومزايا القلب تجلب الأصدقاء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;