4 إذا كان أحد أهم أهداف البناء الجديد للدولة المصرية الحديثة هو إطلاق الطاقات والمبادرات الفردية لتحقيق الزيادة المنشودة فى الإنتاج فإن استمرار ترهل الجهاز الإدارى يمثل عائقا ضخما يحول دون إدارة أى مؤسسة بالكفاءة الواجبة! وإذا كنا نريد بالفعل أن نرتفع إلى مستوى الحلم والطموح لبلوغ أهدافنا المشروعة فإن من الضرورى مواجهة مشكلة العمالة الزائدة مع أزمة البطالة المتزايدة مواجهة اجتماعية وسياسية واقتصادية سليمة بطرح حلول غير تقليدية وإعادة توزيع العمالة توزيعا سليما وتوفير المزيد من فرص العمل. ولعلنا نتفق على أن الإدارة الناجحة هى التى تستطيع أن ترتفع بالمتوسط اليومى لساعات العمل لأن الإنسان المصرى لم يكن أبدا على مدى التاريخ إنسانا كسولا وسلبيا فهو بانى الأهرامات وحافر قناة السويس "مرتين" ومشيد السد العالى وصانع ملحمة العبور! أريد أن أقول بوضوح: إن الإدارة السليمة لا تعرف شيئا اسمه المستحيل وشاهدى على ذلك المشروع الضخم العملاق لحفر قناة السويس الجديدة فى عام واحد، وبدء الشروع فى استصلاح واستزراع مئات الألوف من الأفدنة التى ستغير لون الصحراء، ومشيد الصروح الزراعية والصناعية الضخمة فى المدن والمجتمعات الجديدة. .. وإذن فإن الفرق بين الإنجاز والقصور مرتبط فى الأساس بقوة وهيبة الإدارة الواعية وحسن استثمار الطاقات والكفاءات حتى يمكن توظيف العمالة الزائدة واستيعاب البطالة المتزايدة. وأن النجاح الحقيقى لأى عمل لا يرتكز فقط على مجرد وضع الخطط السليمة، وإنما النجاح الحقيقى يرتبط أيضا بمدى القدرة على التنفيذ المنضبط والمتابعة النشيطة المستمرة والرقابة الواعية الحريصة على تفوق الأداء وتجنب الأخطاء.. ولكى أكون أكثر تحديدا فإننى أقول صراحة: إن الجهاز الإدارى فى مصر بشكل عام مازال دون مستوى الحلم والطموح الذى نحلم به شعبا وحكومة من أجل حل مشكلة البطالة وترشيد العمالة الزائدة! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: ليست العبرة بما تفعله وإنما ما تحققه من نتائج ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله