الحل في الزراعة! ونحن نتحدث عن مرحلة جديدة تعكس الواقع الحقيقي لعهد جديد لابد أن نبدأ مبكرا بامتلاك شجاعة المصارحة بحجم التحديات والمصاعب التي تواجه الوطن خصوصا علي الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وهو ما يتطلب رؤية سياسية واعية ترتفع إلي مستوي الأحلام والطموحات المشروعة التي ارتفعت راياتها علي أكتاف شباب وشهداء ثورة25 يناير. إن الأمر يتطلب قرارا استراتيجيا بالشروع الفوري في إعادة الاعتبار للزراعة المصرية بما يجعل هذا القطاع قطاعا جاذبا للعمالة وركيزة أساسية من ركائز الإنتاج الذي يضمن توفير الحد الكافي من استحقاقات الأمن الغذائي خصوصا علي صعيد إنتاج الحبوب بشكل عام والقمح والذرة بشكل خاص! أتحدث عن الحاجة إلي رؤية جديدة لمسألة توزيع وبيع الأراضي القابلة للزراعة بحيث تعطي الأولوية للفلاحين بمساحات معقولة ومجزأة بدلا من خطيئة منح الأراضي بمساحات شاسعة للمقتدرين الذين استثمروها في بناء مجتمعات ومدن الجولف التي تستهلك من المياه أضعاف ما تستهلكه زراعة المحاصيل التي تسد الاحتياجات الغذائية للشعب. أتحدث عن توجه رشيد لسياسات الدعم في الاتجاه الصحيح للقطاع الزراعي بتحمل الدولة لتكاليف شق الترع والمصارف في هذه الأراضي الجديدة مع تعديل طرق الري البدائية بالوسائل الحديثة التي توفر جانبا كبيرا من الاحتياجات المائية التي تهدر في الري بالغمر! إن التنمية الزراعية ليست مجرد خطوة علي طريق النهضة التي يحلم بها شعب مصر كما أنها ليست مجرد ضمانة رئيسية لتحقيق الأمن الغذائي المنشود وإنما هي قبل هذا وذاك سوف تسهم وبشكل مؤثر في تقليل حجم البطالة التي لم تكن تعرفها مصر عندما كانت تعرف أهمية الزراعة وقدرها في صناعة الحياة علي طول إمتداد الوادي! نريد ثورة زراعية تنتشل ريف مصر وفلاحيها من مستنقع الفقر والبطالة لأنه مع احترامي لموارد السياحة وعظمة الصناعة فإن الحل لمشاكل مصر يبدأ من قطاع الزراعة. خير الكلام: بذا قضت الأيام ما بين أهلها... مصائب قوم عند قوم فوائد! [email protected]