كانت نيتى معقودة على البدء فى سلسلة من المقالات اعتباراً من اليوم حول المتحف المصرى الكبير، وخاصة بعد أن كان مقرراً افتتاحه رسمياً يوم الخميس القادم 3 يوليو 2025.. ورغم إعلان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء تأجيل افتتاح المتحف إلى الربع الأخير من العام الجاري، بسبب التصعيد الحادث فى الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتداعياتها على دول المنطقة خاصة - على حد قول د. مدبولى - لا أحد يعلم ماذا سيحدث جراء هذا التصعيد، وما يحدث للمنطقة من تداعيات، فإننى قررت أن استمر فيما عقدت العزم عليه لأهمية الموضوع ولاحتياجه لعدد من الموضوعات استكمل بها سلسلة المقالات التى سبق وان تناولتها بجريدة «الأخبار» خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصة وأن التداعيات السلبية بالمنطقة ستظل قائمة مادام المجتمع الدولى لم يتوصل بعد إلى ما تدعو إليه مصر، من أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار للمنطقة وللشرق الأوسط كله، واعتبار المنطقة من المناطق منزوعة النشاط النووي، بما فى ذلك إيران وإسرائيل. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد تلقى يوم السبت الماضى 14 يونيو اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تناول خلاله الزعيمان الأوضاع الإقليمية والتصعيد الإسرائيلى الجارى فى المنطقة وتأثيره، وشدد الرئيسان على أن هذا النهج التصعيدى يمكن أن تترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ، بما يهدد بانزلاق الشرق الأوسط بأكمله إلى حالة من الفوضى العارمة، تتحمل عواقبها كافة الدول دون استثناء، مشددين على ضرورة الوقف الفورى للأعمال العسكرية، والعودة إلى المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران بوساطة عمانية. ونعود إلى موضوعنا اليوم، ومع بداية سلسلة جديدة من المقالات تتحدث عن الحضارة الإنسانية وليس عن الحروب، وهو المتحف المصرى الكبير.. «Grand Egyptian Museum»، وليس جديداً أن نؤكد أن المتحف يعد أكبر مشروع ثقافى على مستوى العالم.. والسلسلة الجديدة من المقالات التى نبدأها اليوم سنتعرف من خلالها وبصورة دقيقة على تفاصيل الكثير من الملامح الرئيسية للمتحف، الذى سيكون إضافة كبرى لقطاع السياحة المصري، وسيعزز هذا القطاع، بعد أن تم الانتهاء من أركانه الأساسية والمناطق المحيطة به، بما يليق به كأكبر متحف أثرى فى العالم يختص بالحضارة المصرية القديمة التى تمتد إلى آلاف السنين.. وتسهيلاً على السائحين والزائرين، تم إنشاء منطقة خدمات مهمة تنتشر بها الحدائق، والمنطقة التجارية التى تضم عدداً من المطاعم والكافيتريات والمحلات التى تشمل علامات تجارية مصرية رائدة ومتجر للهدايا، بالإضافة إلى المناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف، والتى تشمل منطقة المسلة المعلقة، وصالة الاستقبال الرئيسية المعروفة باسم البهو العظيم، والبهو الزجاجي. ويتمكن الزائرون أثناء جولتهم بالبهو العظيم من مشاهدة ما يحتويه من قطع أثرية، منها تمثال الملك رمسيس الثاني، وعمود النصر للملك مرنبتاح، بالإضافة إلى تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي.. ولا تشمل الجولة قاعات العرض المتحفى المغلقة حتى موعد الافتتاح الرسمى الجديد، وهى القاعات الرئيسية، وقاعتا توت عنخ آمون، والدرج العظيم، وقاعة العرض التفاعلي، ومتحف مراكب خوفو، ومناطق أقسام المتحف الداخلية الأخري.. وقد بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي.. وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 سنة 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية، تتبع الوزير المختص بشئون الآثار.. وقد أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصرى الكبير برئاسته وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة، والخطط اللازمة لهيئة ودعم متابعة نشاطه، فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير المختص، وعضوية كل من الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، والمستشار القانونى للوزير، إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين فى مجالات الآثار والاقتصاد والقانون والإدارة والتعاون الدولى والتسويق.. ولا شك أن التعليق على الظهور المميز لفريق النادى الأهلى لكرة القدم فى بطولة كأس العالم للأندية بالولاياتالمتحدة فى ثوبها الجديد، سيحتاج منا إلى معالجة خاصة تأتى فى وقتها، فيما بين أوقات المقالات الخاصة بالمتحف المصرى الكبير.