2 - ماذا بعد إنجاز معجزة حفر قناة السويس الجديدة فى عام واحد وما الذى يتحتم علينا عمله لاستثمار هذه الأجواء الإيجابية لتلك المعجزة الفريدة فى الداخل والخارج على حد سواء.. ثم ما هى الأولويات وما هى البرامج حتى نتحول بنشوة الإحساس بالنجاح من حيز الكلمات والمقالات إلى واقع الممارسة والتنفيذ فليس المهم هو مجرد إعلان النوايا وإنما المهم إثبات القدرة مجددا على التنفيذ فوق أرض الواقع! وفى اعتقادى أن نقطة البداية الصحيحة لترجمة هذا النجاح تنطلق من أرضية الفهم والإدراك حول أهمية إزالة كل العقبات التى تعترض هدف تطوير وتحديث وتنمية هذا الوطن بمعايير العصر تحت مظلة من التصميم والإصرار على إثبات جدية الالتزام بكل الشروط المطلوبة لحجز مقعد متقدم لمصر فى قطار الحداثة وأهمها الشروع فى إحداث تغييرات جذرية فى فلسفة وهيكل التنظيم الإدارى للدولة «قانون الخدمة المدنية» بكل ما يضمن التطبيق الحازم للوائح الثواب والعقاب التى تحفز المجتهدين ولا تدع مكانا للكسالى والمقعدين. إن معجزة القناة الجديدة ونتائجها المبهرة أكبر من المردودات المالية التى تضاعف إيراداتها كما أنها أعمق من أن ينظر إليها فى حجم المشروعات التى يؤمل سرعة البدء فى تنفيذها على امتداد محور القناة وإنما هى بداية نظرة جديدة لأساليب عملنا حتى نستطيع أن نلحق بركب الذين سبقونا. وإذا كنا نتحدث دائما عما يتوافر لدينا من فائض فى القوى البشرية المؤهلة لدخول سوق العمل فإن المسألة لم تعد مجرد أرقام تتم جدولتها وتصنيفها تحت مسمى الشهادات والدرجات التى تصكها المعاهد والجامعات وإنما المطلوب هو قوة عمل مدربة ومؤهلة تدريبا وتأهيلا حقيقيا يمكنها من حسن وكفاءة التعامل مع تكنولوجيا العصر وبروح تبتعد كثيرا عن أجواء التسيب واللامبالاة التى أصابت دولاب العمل المصرى بالترهل وعدم الكفاءة لأنه إذا كان العمل حق فإنه فى الوقت ذاته واجب والتزام ومسئولية نصا وروحا .. وهذا هو جوهر ولب قانون الخدمة المدنية المفترى عليه!! خير الكلام : كن واعظا للناس بلسان فعلك وليس بلسان قولك فقط ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله