1 فى تاريخ مصر رجال يصعب نسيان أو تجاهل ما قدموه لهذا الوطن من عطاء لإنجاز أحلام كانت تبدو فى حكم المستحيل ولعل أحدث هذه الوجوه المرسومة فى قلوب وعيون المصريين هذه الأيام هو الجنرال «المتواضع» الفريق بحرى مهاب مميش الذى استقبل الأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنشاء قناة السويس الجديدة بأعصاب هادئة وروح وثابة جعلته لا يتردد فى قبول التحدى الإضافى عندما طلب منه الرئيس إختصار الزمن المطلوب لإنجاز الحلم المصرى من 3 سنوات إلى سنة واحدة فقط فكان الرد بكلمة واحدة «تنفذ» يا أفندم. وإذا كان الرئيس السيسى قد سطر اسمه فى تاريخ مصر بهذا القرار المعبر عن الإرادة الوطنية والقومية تحت لهيب التحديات الخارجية والداخلية فى أغسطس عام 2014 فإن الفريق مميش نجح فى أغسطس 2015 أن يقدم النموذج الفذ على جدارة تحمل المسئولية والوفاء بالوعد والالتزام بالموعد معبرا بذلك عن رؤية سياسية تحمل كل معانى الإدراك بأن المطلوب منه ليس مجرد إنجاز مهمة هندسية وإنما الأمر هو كرامة ومستقبل وحياة وطن فى فترة عصيبة تتطلب أن نقول فيها «نكون أو لا نكون»! والذين تابعوا ورشة العمل التى دارت ليل نهار لمدة 12 شهرا على ضفاف القناة القديمة خصوصا من الجيل الذى أنتمى إليه وعايش وشارك فى ملحمة العبور المجيدة يوم 6 أكتوبر 1973 لم يساورهم أدنى شك فى أن النجاح سيكون حليفا للفريق مميش الذى شحن عزائم الرجال لكى يتجاوبوا مع رغبة الرئيس السيسى فى أن تكون قناة السويس الجديدة حدثا تاريخيا غير مسبوق بالتخطيط المتقن والأداء البطولى وبما يفتح الباب أمام الأهداف الكبرى التى تتطلع إليها مصر وهى تعيد بناء نفسها بروح ثورة 30 يونيو. وليست مكاسب القناة الجديدة فى زيادة الإيرادات المحتملة رغم أهميتها ولا هى فى المشروعات التنموية العملاقة على ضفافها رغم ضرورتها وإنما المكسب الحقيقى والكبير هو فى استعادة الإنسان المصرى لثقته بنفسه ولقدرته على ركوب قطار العصر وامتلاك سلاح المنافسة الحضارية... وهذه كلها مكاسب تحسب للقائد الميدانى مهاب مميش فله كل الشكر وكل التقدير. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : متواضع لله بين عباده.. والله يبغض عبده المتكبرا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله