عندما تغيب المشاعر والألفة والوداعة بين الزوجين تقسو الحياة ويسود الجفاء فتنسحب العاطفة ويضيع السكن والمودة وتنهار جسور الرحمة وتتوه العقائد والأفكار وينزوى الخلق القويم وتتمزق صفحات الرباط المقدس من كتاب الخليقة ويتقوقع الحنان فى ظلمة الليالى الحالكة وتنقطع أوتار الرأفة بلا رجعة ليهتز عرش الخير والود فى الأرض وتنزع السكينة من القلوب ويضيع الحب ويتفرق دمه بين المحبين ويصبح عش الزوجية فى مهب الريح وتتبدل لغة الحوار ليحل الغدر والغل والضغينة. جريمة مثيرة أفاقت عليها مدينة رشيد الهادئة فجرا حيث أصوات الصراخ والعويل الذى هز أركانها فى حادثة مؤلمة بطلتها الزوجة الشابة «شيماء» التى ابتسم لها الشيطان فى ليل ودعاها على مائدته العامرة بالحيل لتتخلى عن صبرها وأنوثتها وترتدى عباءة ابليس اللعين ويتحول الكائن الرقيق العاطفى إلى شخصية انتقامية وتتخلى حواء عن الحنان والانسانية وبسبب الخلافات الزوجية المزمنة دفعتها كرامتها للانتقام من زوجها «محمد» حتى تطفئ نارها وتتخلص من كابوسه فنيران الغضب كانت تشتعل داخل صدرها بقوة وهى تسترجع شريطا مؤلما لذكرياتها بعد أن جرعتها الأقدار كؤوسا من الظلم فظلت 3 سنوات كاملة ضحية تعذيب زوجها الذى أذاقها المر نتيجة جبروته وكان يعاملها بوحشية فضاقت بحياتها مع الزوج وهى لا تجد من يحميها من بطشه واهاناته. بداية الواقعة بدأت بتلقى اللواء علاء الدين شوقى مدير أمن البحيرة إخطارا من العميد خالد فتح الباب مأمور مركز شرطة رشيد بوصول شاب 27 عاما للمستشفى العام مصابا بعدة طعنات وتوصلت تحريات اللواء محمد خريصة مدير الإدراة العامة لمباحث المحافظة إلى أن زوجة المجنى عليه 27 عاما وراء الجريمة وأنهما كانا على خلافات دائمة فقررت التخلص منه وتبين أنها غادرت المنزل وبعد فترة وجيزة ألقى المقدم محمد السيسى رئيس مباحث رشيد القبض عليها ووقفت الزوجة الشابة واجمة شاردة الذهن، تحدق فى الفراغ مذهولة أمام ضباط المباحث وهى تروى تفاصيل الواقعة والدموع تتصبب من مقلتيها كالشلالات لتدلى باعترافات تفصيلية وتقر بأنها باعت الدنيا من أجله وشاطرته الحياة بحلوها ومرها ولم تشك يوما من ضيق ذات اليد رغم أنها حرمت معه من متاع الدنيا كل ذلك من أجل ينبوع الحب الذى انفجر داخلها ولكن مشاعرها اليوم ماتت لكثرة الخلافات العائلية المزمنة التى حولت حياتها إلى جحيم منذ اليوم الأول للزواج حينما اكتشفت أنه مدمن للمخدرات وقالت إنها حاولت اقناعه بعدم تعاطى المخدرات إلا أنه لم يستجب لرغبتها وآثر مزاجه على رغبة شريكة العمر وأصبح حادا للطباع ينهى أى مشكلة معها بضربها «علقة ساخنة» تحت سمع وبصر الأهل والجيران إلى أن ضاق بها الحال بعد أن أهان كرامتها وأصبحت تقبع فى مذلة وانكسار وذات ليلة عاصفة فوجئت به يدخل عليها قبيل الفجر مدفوعا بغضب عارم ونهرها دون أسباب كعادته فنشبت مشادة حادة بينهما وكان السلاح الأبيض حاضرا فيها وتطورت لمشاجرة قام خلالها الزوج بالاعتداء عليها وضربها وهى حامل فى طفلها الثانى «آدم» لكنها هذه المرة ضاقت بها الأرض فهى لم تعد تتحمل جفاءه لها ولأنوثتها وآدميتها وأعصابها تحترق ليل نهار ولم تستطع كبح جماح غضبها فلم تشعر إلا والسكين فى يدها فسارعت نحوه وطعنته بها لابعاده بعدما دأب على ايذائها ولم تفلح محاولاته فى الدفاع عن نفسه، مبررة ذلك بأنها لم ولن تتخيل مطلقا أن تقتل زوجها ووالد طفليها «علي» سنتان و«آدم» الذى وضعته بعد واقعة مقتل أبيه بيومين وكأنها فى عالم آخر تشرد بذهنها بعيدا عن الواقع الذى تعيش فيه نظراتها كانت عابرة تحوم فى المكان وكأنه كابوس لم تستيقظ منه بعد والمشهد ما زال أمامها وهو يلفظ النفس الأخير وعيناه تخترقان قلبى والحسرة والندم والكارثة أكبر من أن أتحملها هذا كان وصف الزوجة القاتلة أثناء سردها كيفية ارتكابها جريمتها وتم إحالتها لنيابة رشيد التى أمرت بدفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعى وحبس المتهمة لحين تقديمها لمحاكمة عاجلة . العقار المكون من ثلاثة طوابق بشارع العرابى بمنطقة ماكينة الباتع العشوائية فى حى قبلى بمدينة رشيد احتضن وقائع الحادث المفجع وبعد الصعود للدور الثانى وجدنا شقة الحادث مفتوحة على مصراعيها وفى الدور الأول جلست والدة المتوفى «أمل الصاوى 52 عاما» كاد الحزن يقضى على ما تبقى بها من قوة وبنبرة محفوفة بالحسرة والألم قالت إن محمد تعرف على شيماء عن طريق أحد معارفه ولم تبد اعتراضا كانت سعيدة رغم ظروفنا المادية المتواضعة وبعد فترة قصيرة نشبت بينهما الخلافات التى كانت تصل دائما إلى طريق مسدود ولم تتوقف المشاكل بعد مولودهما الأول رغم استدعاء الأهل والأصدقاء التدخل لتسوية الخلافات وباءت كل مساعيهم بالفشل لأنها كانت تتمرد على حياتها معه وتختلق المشاكل لأتفه الأسباب ولم نحسب أن الزوجة التى شاركته رحلة الحياة كان لها فى الرحلة رأى آخر فقد رفضت أن تكمل المشوار واختارت لنفسها طريق الشيطان وارتكبت هذا الحادث البشع الذى اهتزت له مدينة رشيد ولم تكن الزوجة طبيعية ليلة الحادث فقد اقترفت جريمتها بدم بارد حتى إن الشقة ارتوت بأكملها بالدماء التى تسيل من أنحاء جسد ابنى البريء والسبب غير واضح حتى الآن وتركناها وحول الحادث ستار من الغموض.