خاصم النوم جفون الزوجة الحسناء في تلك الليلة وظلت طوال ليلتها ساهدة.. تنساب دموعها علي خديها.. تتزاحم الاسئلة في رأسها. هل يمكن حقا ان تتبدل المشاعر من النقيض إلي النقيض بلا سبب. هل مات الحب الذي ربط بينها وبين زوجها الصياد الشاب الذي اختارته ليتربع علي عرش فؤادها وشعرت انه هدية السماء اليها بعد ان عاشت معه أجمل أيام عمرها.. أم انها عاصفة شديدة من عواصف الشتاء لا تلبث ان تنتهي مهما اشتدت قسوتها وعكرت صفوة حياتها.. ففي الأونة الأخيرة تبدلت أحوال زوجها معها خمدت جذوه مشاعره نحوها.. اختفت ابتسامته الحانية.. توقفت كلمات الغزل المعسول التي كان يمطرها بها كل حين وسادت لغة الصمت بينهما.. واصبح حاد الطباع ينهي أي مشكلة معها بضربها "علقة ساخنة".. وتحول إلي انسان آخر لم تألفه.. حتي وصل الأمر إلي ان هجرها في الفراش وطال هجره لها عدة شهور دون سبب.. اعتقدت في البداية انها سحابة صيف عابرة وحتما ستنقشع. وحاولت برقه ودلال استمالته اليها فاهتمت باناقتها وعطرها وحرصت علي اغرائه وملاطفته.. لكن دون جدوي بدا وكأنه حجر أصم.. وبعد ان اعيتها الحيل اتهمته بعدم تقدير مشاعرها وحنقت عليه.. فلم يبال وسودت الدنيا أمام عينيها وضاقت بها الأرض. وحين طال هجره لها نشطت قرون الاستشعار لديها وتملكها الخوف من ان تكون غيرها قد حلقت في سماء فؤاده وسلبت مشاعره ووقع "لشوشته" في غرامها.. واجهته بظنونها وهي تغلي من الغيظ فلم يرحها من عذاب الحيرة.. استعانت بالأهل للتدخل بينهما وباءت كل مساعيهم بالفشل. وبالطبع بدأت الحسناء تتمرد علي حياتها معه تحت سقف واحد وتختلق معه المشاكل لاتفه الاسباب.. فهي لم تعد تتحمل جفاءه لها ولأنوثتها وشعرت بانها اصبحت انثي مع ايقاف التنفيذ وان اعصابها باتت تحترق.. انتابتها حالة نفسية سيئة ولم تعد تطيق الهجر أكثر من ذلك فالليالي تتوالي عليها كئيبة مؤرقة.. وقررت ان تضع نهاية مأساوية لحياتها الزوجية التعيسة ولكن علي طريقتها الخاصة. وتقول أوراق القضية التي نظرتها محكمة جنايات بنها ان فكرة قفزت إلي ذهن "إلهام" للتخلص من زوجها وبعد ان اختمرت الفكرة في رأسها قررت تنفيذها. ليلة الجريمة ظلت الزوجة الشابة طوال الليل واجمة. شاردة الذهن. تحدق في الفراغ.. فنيران الغضب كانت تشتعل داخل صدرها وهي تسترجع شريطا مؤلما لذكرياتها فهي قد باعت الدنيا من اجله وشاطرته الحياة بحلوها ومرها ولم تشك يوما من ضيق ذات يده رغم انها حرمت معه من متاع الدنيا.. كل ذلك كان من أجل ينبوع الحب الذي انفجر داخلها لكن مشاعرها اليوم ماتت.. تسابقت دمعاتها وقبل الفجر بساعة تسللت إلي فراش زوجها واستجمعت كل قواها وتحولت إلي وحش كاسر وهوت فوق رأسه بوابل من الضربات "بماسورة" حديد دون رحمة أو هوادة.. ارتعد جسد الرجل وانطلقت نافورة دماء من رأسه ولم تتركه إلا بعد ان لفظ آخر انفاسه في الحال.. المثير انها جلست تبكي أمام جثته وتنتحب وتقبل يده.. وبعدها نهضت لتنفيذ باقي خطتها بالتخلص من الجثة جرتها إلي اسفل البيت وتركتها تحت السلم وخرجت إلي الشارع للتأكد من خلوه من المارة حتي اذا تأكدت استكملت خطاها وألقت بالجثة بعيدا. شيء ما جعل "إلهام" تعدل في سيناريو خطتها.. فبعد العودة إلي المنزل أخذت تصرخ وتقول ان مجهولاً قتل زوجها أمامها. لم تنطل هذه الكلمات علي أحد من اشقاء وشقيقات القتيل.. فسرعان ما توجهت نظرات الشك والريبة إلي "إلهام" التي لم تستطع أن تصمد في التمثيل طويلاً.. وبسرعة البرق تم اكتشاف خطتها.. وقبل ان تصلها يد الشرطة كانت يد "سيد" شقيق زوجها الأصغر قد أجهزت عليها لتفارق الحياة بعد أقل من ساعتين من قتل زوجها!!