5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة تجبر أبناء زوجها على مشاهدة أفلام جنسية
نشر في النهار يوم 07 - 08 - 2015

"سامية": مرات زوجى حرمت صغارى من التعليم ومنعت عنهم الطعام "أصيلة": "نيمتنى على البلاط وحرضت أولادها على مقاطعة أبيهم المصاب بالزهايمر "منى": هجرنى عامين بسببها تكره المرأة أن يشاركها أحد فى قلب زوجها وجسده، فدوما تريد أن تكون الملكة الوحيدة المتوجة على عرش قلبه وعقله، وحينما تشعر بظهور واحدة من بنات جنسها فى حياة زوجها تكشر عن أنيابها، وتستل سكاكينها وتستدعى كل أسلحتها المشروعة وغير المشروعة لدحر غريمتها واسترداد رجلها المسلوب والحفاظ على بيتها المخترق، فى المقابل تبدأ الجديدة هي الأخرى فى البحث عن وسائل تثبت بها أقدامها فى حياة رجلها وتزيح منها القديمة للأبد، حتى وإن كانت هذه الوسائل مجرمة أخلاقيا، ففى حروب المرأة كل شىء مباح، وصدق من قال "الضرة مرة"، فى السطور التالية يرصد "صدى البلد" قصص "حرب الضراير" من داخل أروقة وساحات محاكم الأسرة والتى غالبا ماتنتهى أما بالخلع أو الطلاق.
"على البلاط"
تدق الساعة السابعة صباحا، تستيقظ "أصيلة" السيدة الخمسينية كعادتها، تحضر طعام الفطور لزوجها الستينى المسجى على "المرتبة" الناجية الوحيدة - حتى الآن- من مذبحة "ضرتها" التى طالت بموجب أحكام النفقة الصادرة لصالحها على مدار ستة أعوام كاملة، جميع محتويات شقتها، تاركة لها إياها خاوية على عروشها، يعشعش بين أركانها الحزن والخوف من فقدان آخر قطعة باقية فيها، وبعد أن تفرغ من مهمة إعطائه آخر حبة دواء فى قائمة أدويته الطويلة التى تشمل أدوية لعلاج السكر والضغط والكبد والقلب وفقدان الذاكرة، تهرع لتلتقط عباءتها السوداء، ثم توصد الباب بإحكام على شريك حياتها، موصية أشقاءها بمراقبته جيدا حتى لا يتسلل إلى الخارج ويتوه بين العباد، قبل أن تنطلق إلى محكمة الأسرة بزنانيرى بحثا عن وسيلة تخلصها من كابوس دعوى الحجر التى ظنت أنه سينجيها من جحيم "ضرتها" وملاحقتها القضائية المستمرة لرجلها - حسبما أشار عليها محاميها الخاص - فكان السبب فى الحجز على "عفشها" ونومها على "البلاط".
وبصوت تتلون نبراته بالبكاء تبدأ الزوجة الخمسينية رواية حكايتها مع ضرتها ل"صدى البلد" قائلة: "لم أعلم بأمر زواج شريك حياتى وإنجابه ثلاثة أبناء من بينهم طفل يعانى من مرض التوحد، وأسباب زواجه بى وتفاصيل رفض زوجته الأولى البقاء معه فى باكستان، حيث كان يعمل كرئيس لطاقم المضيفين بإحدى شركات الطيران العالمية، بعد إصابة طفلها المريض فى حادث هناك، إلا بعد إتمام مراسم الزفاف، وعندما وصل الخبر إلى مسامعى لم أقو على فعل شيء سوى الصمت وكتمان غضبى بين ضلوعى، لأننى خفت أن أحظى بلقب مطلقة، وللأسف دفعت ثمن خوفى هذا غاليا، مرت الأيام ثقيلة ولم أجد فى زيجتى ما كنت أبحث عنه طوال عمرى من حب وحرية واستقرار، صحيح أننى سافرت إلى بلدان أوروبية عديدة لكنى لم أمتع ناظرى بمعالمها، ومعظم الوقت كنت أقضيه وحيدة بين أركان غرفتى فى الفندق، فكرت أن أنجب طفلا يؤنس وحشتى، لكن زوجى كان دائم الرفض وحينما يشتم خبر حملى يرغمنى على إجهاضه، أربع مرات حتى يأست، وبعد ثلاث سنوات من الوحدة والترحال عدت إلى القاهرة وليتنى لم أعد".
تبتلع الزوجة الخمسينية ريقها الذى جف من الألم وبكلمات ثقيلة تردف: "منذ أن وطأت قدمى أرض الوطن والمشاكل تحاصرنى، فما إن علمت "ضرتى" بخبر عودتنا حتى جن جنونها، وزادت فى طغيانها، خاصة بعد أن أقام زوجى ضدها دعوى رؤية، ومن وقتها وهي تلاحقه قضائيا وتمطره بدعاوى النفقة حتى بلغ عدد القضايا 12 قضية، ونسيت فى غمار انتقامها لقصة حبها أنه تنازل لها ولأولادها عن فيللا بإحدى المدن الجديدة وشقتين، وحتى بعد أن علمت بأمر فقدانه الذاكرة منذ أكثر من ثمان سنوات لم ترحمه، بالعكس استغلت دعوى الحجر التى أوصانى المحامى برفعها ضده كحل أخير للهروب من جحيم ملاحقتها بعد قضاء الزهايمر على ما تبقى فيه من عقل لتحجز على أثاث بيتى قطعة قطعة ولم تترك لى سوى "مرتبة" مهترئة ننام عليها أنا وزوجى، وأخشى أن تحجز عليها هي الأخرى، ولولا أن شقة الزوجية كنت ورثتها عن والدتى لما نجت من بين براثنها".
تزيح الزوجة الخمسينية ذرات الدموع المتناثرة على وجنتيها بطرف عباءتها السوداء وهي تختتم حكايتها: "لم تكتف ضرتى بما فعلت لكنها قست قلوب أولادها على والدهم فجعلتها كالحجارة أو أشد قسوة، لم يكلف ابنه أستاذ الجامعة وابنته المعيدة نفسيهما أن يرفعا حتى سماعة التليفون ليسألا عن والدهما المريض، الجميع يحرضنى على طلب الطلاق، خاصة أنه لا يربطنى به أولاده، لكنى أخشى أن أتركه فى حالته هذه، فمن سيعتنى به بعدى، من سيتحمل نوبات غضبه ويتلقى اللكمات بصدر رحب، من سيناوله حبات الدواء فى مواعيدها المحددة ويوفر له طعامه المخصص لمن فى حالته، حرام أن يهان فى آخر أيامه وقد عاش طوال عمره فى رغد ورفاهية، كل ما أتمناه أن ينتهى من حياتى مشهد المحضر الذى يطرق بابى دوما بحثا عن قطعة أثاث جديدة يحجز عليها".
"تجويع وأفلام إباحية"
وسط زحام المتنازعين، جلست"سامية" الزوجة الأربعينية فى رواق مفضى إلى إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، تصارع شبح ذكريات عاشتها مع رجل أربعينى ضحت بشبابها وصحتها من أجل إسعاده وفى النهاية طلقها غيابيا بعد 13 عاما وتزوج بأخرى "سيئة السمعة" - حسب تعبيرها - أجبرت أولادهاعلى مشاهدة الأفلام الإباحية فى غياب والدهم، ولم يخرج "سامية" من دوامة أحزانها إلا صوت الحاجب الأجش الذى أذن لها بالمثول أمام القاضى فى دعوى نفقة صغارها.
تبدأ الزوجة الأربعينية سرد حكايتها بنبرة تلمح فيها الشعور بالإهانة والذل: "ما أصعب الإحساس بالظلم، وما أمر من طعنة الغدر عندما تأتى من رفيق دربك وعشرة عمرك الذى افترشت الأرصفة لأجله، وخدمت فى بيوت العباد لتساعده على أعباء الحياة، ورضيت أن تعيش معه فى غرفة مسقوفة بألواح خشبية تفع فى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة، شتاؤها قارس وصيفها كنار الله الموقدة، يغمرها ماء الصرف ويشاركك الحياة فيها الفئران والثعابين، وبمجرد أن عرف المال طريق جيبه، وبات صاحب محلات ومالك سيارات بعد أن كان موظفا بسيطا يعمل فى المصنع الحربى خان العشرة وبحث عن امرأة أخرى".
ترتسم على وجه الزوجة الأربعينية ابتسامة تخفى وراءها علامات الشماتة والسخرية وهي تكمل روايتها: "ويا ليته حسن الاختيار، لكنه ارتمى فى أحضان سيدة خمسينية الكل يعرف ماضيها فى حينا الفقير، الصغير قبل الكبير، وسيرتها تتناقلها الألسن بسبب سوء سلوكها وترددها على بيوت الرجال لإفراغ شهواتها، زوجها نفسه يعلم بحقيقتها لكنه صامت على أفعالها خوفا من أن تطرده من البيت فهي من تمسك بزمام الأمور، أما هو فلا حول له ولا قوة، اعترف أننى أخطأت عندما غضضت بصرى عن علاقة زوجى المحرمة بتلك السيدة العجوز، وأوهمت نفسى بأنها مجرد نزوة وستمر، ثلاث سنوات كاملة وأنا أمنى نفسى بأنه سيعود إلى رشده وينتبه إلى أولاده الأربعة وبيته، حتى فوجئت به يطلقنى غيابيا، ويهدم البيت الذى حافظت على استقراره لمدة 13 عاما، مستغلا شجارا نشب بينى وبينه بسبب سكوته على إهانة أخته المتسلطة لى، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التى أهان فيها من أحد افراد عائلته، فقد سبق وأن صفعنى شقيقه على وجهى وعندما علم اكتفى بكلمة "معلش" كالعادة".
تترقرق ذرات الدموع فى عيون الزوجة الأربعينية وهي تختتم روايتها: "عدت إلى منزل أهلى وأنا أجر أذيال الخيبة بعدما طردنى زوجى من الشقة رغم أننى حاضنة ويحق لى البقاء فيها، تركت فلذات أكبادى لوالدهم لعله يتراجع ويردنى لعصمته، لكنه تزوج عشيقته وأتى بها لتحيا على أنقاض بيتى ولتذيق أولادى المرار، والحقيقة أنها لم تقصر فى تعذيبهم والتنكيل بهم، منعت عنهم المصروف، حرمتهم من الطعام ورفضت إعطاءهم نفقات الدروس الخصوصية، الأدهى أنها أجبرت ابنتى الكبرى البالغة من العمر 16 عاما على مشاهدة أفلام إباحية لتثير غرائزها وتستدرجها إلى طريق الرذيلة وتحولها إلى نسخة مصغرة منها، وحين وصل إلى مسامعى ما فعلته مع ابنتى أصريت على أن يعيش الأولاد معى، وأقمت دعوى لتمكينى من شقة الزوجية ودعوى أخرى خاصة بطلب نفقة للصغار، وشهد معى زوج ابنة "ضرتى" التى تبرأت من أمها اللعوب مع باقى أخواتها بعد طلاقها من بيهم وإصرارها على الزواج من رجل يصغرها بسنوات عدة، وأنا الآن أعمل عاملة نظافة بأحد المولات التجارية لأنفق على أطفالى الأربعة".
"أنا وضرتى فى بيت واحد"
"زوجى تزوج بزوجة عمى وتركنى" هكذا بدأت "منى"، التى طرقت أبواب محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها الحديث عن حكايتها، وبوجه تعلوه ابتسامة تخفى وراءها جبالا من الحزن والألم تتابع: "لم أتخيل أن أقف يوما فى ساحات المحاكم طالبة الخلاص من حبيبى ورفيق دربى، فقد كان زواجى مثالا للزواج المثالى أو كما كنت أحسبه، زوج محب ومخلص وبيت مستقر يملأ جنباته العشق والحنان، ويعشعش فى جدرانه الدفء، كنت أنا وهو نموذج للكفاح ومحاربة الظروف الصعبة، عشنا فى شقة صغيرة بنظام الإيجار الجديد، وقفت إلى جواره حتى التحق بالعمل فى شركة للخدمات البترولية بعد أن كان نجارا يعمل ب"اليومية" لدى الغرباء، وطوال هذه الفترة لم تتغير طباعه بل زاد ارتباطه بى وببيته وبصغيريه، ولم يعد يفوت مناسبة إلا ويغدق علي بالهدايا والورود".
تلمع عيون الزوجة الثلاثينية فى مشهد يشى بسقوط دمعة، ورغم ذلك تظل الابتسامة الحزينة مرسومة على ثغرها الدقيق وهي تتذكر تفاصيل حياتها الزوجية: "فى كل مرة يسافر فيها لمهمة خاصة بعمله يعود إلى حضنى ونار الشوق تشتعل فى قلبه، والحنين إلى صدرى يعتصره، كان يقسم لى أن الوقت يمر كئيبا بعيدا عنى، وأنا كالبلهاء أصدقه وأصبره على الفراق، ترقى زوجى فى عمله وتوسط لعمى ليلتحق بوظيفة بنفس الشركة، ودأب على التردد على بيته فى غيابه بحجة توصيل المرتب الشهرى لزوجته الأربعينية، لعدم قدرة عمى على ترك موقعه والسفر إلى المنصورة كل شهر، لم أعبأ بهذا الأمر، بل اعتبرته شهامة تضاف لصفات حبيبى الحميدة، ولم يخطر ببالى أنه لم يكن لوجه الله، ولكنه من أجل جسد زوجة عمى".
تردف "منى" فى ألم وأسى: "اشتم عمى رائحة العلاقة المحرمة بين زوجته وزوجى، وتأكد من صدق حدسه بعد أن تركت له المنزل واختفت واختفى معها والد طفلى لفترة، وقتها نبهنى وقالها لى صراحة: "مراتى طفشت مع جوزك"، لكنى لم أصدقه فكيف لهذا الملاك المخلص - كما كنت أراه - أن يخون؟! ومرت ليلة العيد لأول مرة دون أن يقضيه معنا، لأفاجأ فى صبيحته بظهور "ضرة" لى بعقد عرفى، كانت هذه أول صدمة لى فى رفيق دربى، واجهته وقتها ولم ينكر بل اتهمنى بأننى على علاقة برجل آخر وأنتوى الزواج به وكل ذلك لكى يزيغ بصرى عن جرمه، سامحته واعتبرت أن ما فعله غلطة ونزوة، وبعد شهرين من الواقعة اتصل بى وألقى على مسامعى خبر زواجه، وبدون تردد قلت له: "موافقة وحقك بس أرجع لبيتك وولولادك"، لكنه أصر على أن أعرف من هي زوجته الجديدة، وبصوت ثابت قاس أطلق رصاصة غدره على: " مرات عمك"، سقطت الجملة على كالصاعقة وفقدت النطق لشهور، وشخص الأطباء حالتى بأنها حالة نفسية، ولم يسأل على".
يزداد الحزن والقهر المستتر وراء ابتسامة الزوجة الثلاثينية وبصوت وهي تختتم حكايتها: "عاد زوجى لى مرة أخرى طالبا أن ننسى الماضى ونبدأ صفحة جديدة نعيش فيها كعائلة واحدة، وطلب منى أن تمكث "ضرتى" فى بيتى حتى يؤجر لها شقة قريبة منى، وافقت بهذا الوضع الشاذ بعد أن اشترطت عليه أن تبات ليلها معى فى غرفتى، وهو ينام مع الصغار، فعلت كل هذا لأحافظ للصغيرين على والدهما، إضافة إلى أننى لا أعمل وليس لى مورد أنفق منه ولا شقة، لكن يبدو أننى أخطأت، فما إن وطأت قدماهما بيتى حتى باتا يتفننا فى إذلالى حتى أترك لهما الشقة وأغادر، فقررت أن أنهى عذابى وصارحته بأنه مات بالنسبة لى وأننى باقية فى عصمته من أجل وعد وعمر، فخرج معها ولم يعد، عامان ونصف العام مرا على دون أن أسمع عنه خبرا، ومؤجرا علمت من شقيقته أنه سافر إلى ليبيا، فقررت أن أتخلص منه للأبد وأقمت دعوى طلاق للضرر".
"يمين طلاق"
لم تجد "زينب" ذات ال45 ربيعا هي الأخرى سبيلا للهروب من نار ضرتها التى حولت حياتها إلى جحيم وتسببت فى ضياع مستقبل ابنتها الصغرى وإدمان زوجها للمخدرات إلا برفع دعوى خلع لعلها تهدأ بها نار الحسرة المشتعلة فى قلبها.
وبعين تمحو الدموع معالمها بدأت الزوجة الخمسينية روايته تفاصيل معاناتها مع ضرتها: "يا ليتنى تركتها تبيت ليلها فى الشوارع بعدما طردها أخى المخدوع، لم أكن أعلم أنها دخلت بيتى لتلقى بشباكها على زوجى وتضمه إلى قائمة رجالها التى لا تنتهى، مستغلة غرقى فى دوامة البحث عن لقمة العيش، انقلبت حياتنا رأسا على عقب، وتحول عشرة عمرى إلى رجل آخر، يسينى ويهيننى على أتفه سبب، امتنع عن المشاركة فى النفقات، وبات يقضى معظم يومه إلى جوارها يضحكان ويتسامران، تسلل الشك إلى قلبى طلبت منه أن يطردها فورا، فطردنى أنا وألقى على يمين الطلاق، أصبت بصدمة أفقدتنى وعى، فكيف له أن يفعل ذلك بمن رضيت بضيق حاله، وعاشت معه فى غرفة ضيقة أعلى جبل الموت دون أن تعلن استياءها حتى شاء الله أن ينتقلا إلى شقة تستر لحمهما، بمن وضعت كل ما تجنى بين يديه يوزعه على صغاره الأربعة كما يشاء حتى لا تهتز صورته أمامهم؟ ورحلت على أمل العودة، وصل الخبر إلى أخى، غلت الدماء فى عروقه وطلق زوجته، خاصة بعدما اكتشف أن هذه العلاقة قائمة بينهما منذ عامين".
ينتفض جسد الزوجة الأربعينية وتخرج دموعها عن السيطرة وهي تختتم حديثها: "كان أسود يوم فى حياتى يوم سمعت بخبر طلاقها، وقتها صرخت فى وجه أخى قائلة: "هرب زوجى مع عشيقته التى سلبت عقله"، وبالفعل حدث ما كنت أخشاه، واختفى الاثنان ليتزوجا عرفيا، وبعد حملها حولاه إلى زواج رسمى، واجهتها لأفهم لماذا فعلت معى هذا وأنا لم أسئ لها يوما، فقالت لى بنبرة باردة: "أنا لم ارتكب جريمة، أنا اتجوزت على سنة الله ورسوله"، حينها قررت أن أخوض معها معركة لأعيد رجلى إلى بيته، ست سنوات وأنا أحاول لكن دون جدوى، سيطرت عليه بأعمالها السفلية لدرجة أنه نسى أولاده وامتنع عن الإنفاق عليهم تماما، ولم يحضر زفاف ابنته، حولته إلى هيكل عظمى بعد أن أدمن المخدرات، وعندما نفد ماله أراد أن يسكنها معى فى منزل واحد لكننى رفضت خوفا على الصبيين، فقد تراودهما عن نفسيهما، ويعلم أبوهما فيقتلهما، يكفى أن مستقبل ابنتى الصغرى ضاع بسبب أفعال والدها وتركت التعليم لنقص المال، ولأنهى معاناتى طرقت أبواب محكمة الأسرة ورفعت دعوى خلع بعد أن يأست من انصلاح حال زوجى".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.