أعتقد أنه بإمكاننا أن نجعل من عيد الأضحى مدخلا لوقفة ضرورية مع النفس والذات نصارح فيها أنفسنا كشعب بأننا مثل سائر شعوب الدنيا نواجه العديد من المشاكل والأزمات التى تتطلب حلولا ولأنه ليس فى قاموس الحياة ما يمكن الاسترشاد به كحلول جاهزة فإن علينا أن ندرك أن بداية التحرك على طريق الحل لأى مشكلة تبدأ بالفرد قبل الحكومة دون إعفاء لها من المسئولية التى تستمد قوتها وقدرتها من قوة وقدرة مجموع أفراد الشعب. وقفة العيد التى أعنيها تتطلب صحة اليقين بأن مشاكلنا العامة هى مرآة لمشاكل كل فرد منا وقد علمتنا الحياة أن قدرة الفرد على تخطى المصاعب والأزمات يرتهن بعاملين أساسيين أولهما: هو شخصية الفرد وما يملكه من إرادة قوية وعزيمة صلبة وثانيهما: ما يمكن أن يتوفر له من دعم مساعد يوفره الأشقاء والأصدقاء... وكذلك ينبغى أن تفعل الحكومات الرشيدة. أتحدث عن فهم حديث لوقفة العيد كمنطق نحو الاهتمام بإعادة بناء شخصية الفرد وتنمية إرادته التى تمكنه من تجاوز المشاكل والأزمات حيث تتأثر شخصية الفرد وقوة إرادته كلما زادت مؤشرات بعينها فالأكثر اختلاطا وتواصلا مع الآخرين هو الأقدر على سرعة حل الأزمات والمشكلات بعكس المنطوين على أنفسهم العزوفين عن تبادل المشورة والمنافع مع الآخرين... وكذلك ينبغى أن تفعل الحكومات الرشيدة. أتحدث عن اغتنام وقفة العيد لمزيد من معرفة النفس كمدخل صحيح لتمكين الفرد من إقامة سلامه الذاتى مع نفسه لأنه فى غيبة من وجود سلام مع النفس يصبح المرء أسيرا لهواجس مقلقة حتى لو كان أغنى الأغنياء وأصح الأصحاء.. ومعرفة النفس ليست ضرورية للفرد وحده وإنما هى ضرورية للدول التى تتحصن بعوامل الثقة فى الحاضر وتستبعد كل إشارات اليأس من المستقبل... كل عام ومصر بخير. خير الكلام: النعمة تزول إذا نسيت أن لك فيها شركاء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله