بعد مرور 11 عاما علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 يظل السؤال المطروح هو: أين تكمن جذور أزمة الثقة في العلاقات العربية الأمريكية لأنني أعتقد أن أي رهان علي إمكانية تصحيح وتنقية هذه العلاقات. ينبغي أن ينطلق من فهم صحيح لحقيقة الجذور والأسباب التي مازالت تسهم في تعميق الشكوك العربية تجاه أمريكا من ناحية وتعزز علي الجانب الآخر من استمرار العزف الأمريكي علي أنغام الكراهية في شكل سؤال خبيث يتردد بقوة في وسائل الإعلام الأمريكية علي مدي ال11 عاما الماضية و منطوقه: لماذا يكرهوننا؟ أريد أن أقول بوضوح: إن المسألة أعمق وأعقد من أي أحاديث عن صدام الحضارات وأنها ترتهن أساسا بعمق وتعقيدات الشكوك والهواجس العربية في الأهداف والمقاصد الأمريكية قياسا علي سجل طويل من الانحياز الأمريكي الصارخ لإسرائيل مع التحامل الفظ وغير المبرر ضد العرب وحقوقهم المشروعة. والحقيقة إنه برغم أن أمريكا تعلم علم اليقين أن العرب ليس لهم مصلحة في العداء والتصادم معها وأن جوهر الخلاف ينحصر في فجاجة الانحياز الأمريكي لإسرائيل الذي يبلغ ذروته في حمي الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل4 أعوام فإن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري اللذين يتناوبان سدة الرئاسة في واشنطن مازالا غير مستعدين لاتخاذ الخطوات الصحيحة والضرورية لتخفيف المخاوف والشكوك العربية بل إن هناك من يتجه- من أجل إرضاء إسرائيل واللوبي الصهيوني المساند لها- إلي نسف أي جهود تستهدف إحداث أي نوع من التقارب العربي الأمريكي وبالتالي وضع ملف العلاقات العربية الأمريكية تحت ضغوط الكوابيس المزعجة لمسارات التنافر والتباعد. ومعني ذلك إن أسباب وجذور أزمة العلاقات العربية الأمريكية- خصوصا علي المستوي الشعبي- ليست نابعة من داخل العالم العربي وإنما تكمن في مرجعية الفكر الاستراتيجي الأمريكي وهي مرجعية لا تتبدل ولا تتغير بتغير الإدارات الأمريكية. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: السذاجة أن تصدق كل ما تراه... و من البلاهة أن تثق بكل ما تسمعه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله