جذور الفيتو الأمريكي (3) بعد هذا الإعلان الأمريكي الاستباقي من خلال التلويح باستخدام حق الفيتو ضد رغبة الفلسطينيين في الحصول علي اعتراف دولي كامل بهم يضمن لهم حق العضوية الكاملة في الأممالمتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة أعتقد أن السياسة الأمريكية لم تعد تمثل لغزا إلا لأولئك الذين يعتقدون ويتوهمون أن المصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة.. وأغلبها يرقد في باطن الأرض العربية- لابد أن تفرض علي واشطنون في نهاية المطاف محاولة لسعي- ولو شكليا- لانتهاج موقف أقل انحيازا وأكثر حيادية بشأن الصراع العربي- الإسرائيلي الذي تتراجع مؤشرات حركته نحو الوراء مرة أخري. أريد أن أقول: إن هذه السياسة الأمريكية التي أفرزت كارت التلويح بالفيتو الأمريكي لا تحتمل أي قدر من المفاجأة لدي كل الذين يعرفون دخائل وخبايا السياسة الداخلية لأمريكا ومدي تأثيرها علي توجيه دفة السياسة الخارجية لخدمة وتلبية الأهداف والمقاصد الأمريكية وليس مجرد إرضاء اللوبي الصهيوني فقط. إن أمريكا يهمها في المقام الأول مصلحة أمريكا وإذا كانت إسرائيل هي التي تستطيع أن تحمي أهداف ومصالح أمريكا في الشرق الأوسط فإن واشنطن مستعدة في المقابل لدفع الثمن ورفع التسعيرة من خلال مقايضة متوافق عليها حيث لا تخجل إسرائيل من المجاهرة باستعدادها لأداء أي دور تطلبه منها أمريكا دون النظر إلي مسمي وطبيعة هذا الدور حتي لو كان دور العميل الأجير مادام ذلك سيصب في خدمة نيات التوسع الإسرائيلية. ولأن الإسرائيليين يعرفون أهمية وقيمة موقعهم في أجندة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط فقد عمدوا من جانبهم إلي صياغة أجندة خاصة بهم تتجنب- مرحليا- الدخول بثقلهم في المناطق المحظور عليهم دخولها مثل منطقة الخليج العربي التي مازالت تمثل شأنا بالغ الخصوصية لأمريكا... لكن هذه الأجندة توفر لإسرائيل- في الوقت ذاته- حرية معقولة من قدرة الحركة والمناورة وإمكانية ابتزاز أمريكا نفسها من خلال ملفات موازية أبرزها حاليا الملف الإيراني المرتبط ارتباطا وثيقا بالاهتمام الأمريكي بمنطقة الخليج. وهنا يكون السؤال الضروري هو: كيف.. وعلي أي أساس.. وبماذا تستطيع إسرائيل أن تناور أمريكا أو أن تبتزها لضمان استمرار علاقة خاصة وفريدة معها تلبي أهداف ومقاصد أمريكا في المنطقة دون أن تصادر علي نيات ومطامع إسرائيل باتجاه التوسع والهيمنة؟ وغدا نواصل الحديث ونجيب عن هذا السؤال! خير الكلام: إذا جادلت عاقلا أقنعته... ولكن إذا جادلت جاهلا فإنك ستحاول إقناعه بأنه أقنعك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله