7- لو لم تكن العقول غائبة لما غاب عن هؤلاء الإرهابيين القتلة أن ما يقومون به من جرائم طائشة غير محسوبة يمثل عدوانا غير مسبوق لايقل خطرا وعدوانية عما تعرضت له مصر من حروب ومؤامرات خارجية استهدفت تركيعها أو على الأقل دفعها للانكفاء على نفسها.. وهنا لدى مجموعة ملاحظات ينبغى أن نضعها صوب أعيننا دائما: .. ملاحظة أولى بشأن المبالغة الواضحة فى تقارير وكالات الأنباء وبعض الفضائيات حول هذه الجرائم الإرهابية وهو مايرجح شكوكنا السابقة فى أن بعض وسائل الإعلام تبيت من سوء النية أكثر مما تزعم بادعاء الالتزام بالحياد والتجرد فى توصيف الأحداث!. .. وملاحظة ثانية تتعلق بشهوة القفز إلى نتائج مبالغ فيها والزعم بأن هذه الجرائم تمثل نوعا من التطور التكتيكي.. وهذه المزاعم لا تمثل سقوطا فى بئر المبالغة والتهويل وإنما تمثل انعكاسا لرغبات التمنى عند من لايجتمعون على شيء واحد سوى كراهيتهم لمصر!. ومعنى ذلك أنه يجب علينا أن نملك كل أسباب اليقظة والحذر والثقة بقدرة شعبنا على دحر هذا الإرهاب الأسود مهما كان حجمه وأيا كان من يقف وراءه و ذلك يتطلب تماسكا فى جبهة الإعلام الوطنى وصحة الإدراك بأننا فى حالة حرب تتطلب وحدة ومركزية مصدر البيانات للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتجنب البلبة والإثارة كما تفعل كل الأمم الحية التى تفصل تماما بين حرية تداول المعلومات وحرمة وسرية البيانات فى أوقات الحروب والأزمات الكبري. إن نقطة البداية الصحيحة فى مواجهة الخطر - أى خطر - هى معرفة مصدره وحجمه ودوافع من يقفون وراءه والمزاج النفسى الذى يحكم عقولهم وتلك كلها أمور لا تخضع للاجتهاد بدعوى حرية الصحافة وإنما تحتاج إلى عمق الفهم لحجم الأخطار والتحديات!. وظنى أن خطر الإرهاب الأسود بدأ يقترب من الانحسار بفضل ازدياد وعى الشعب وصلابته على عكس ما كانت رؤوس الفتنة تحلم وتتمنى وتراهن!. واللهم احم مصر واحم أمة الإسلام من بعض أشذاذها الذين يريدون أن يكون المشهد السائد فى أوطاننا صراعا واقتتالا وخرابا ودمارا ليس هذا زمانه ولا هو أيضا مكانه.. ومثلما كان الإعلام المصرى رقما صحيحا فى نصر أكتوبر 1973 سيكون أيضا رقما صحيحا فى الحرب الراهنة ضد الإرهاب بالفهم الصحيح لضرورات المرحلة واستحقاقات الأمن القومى! . خير الكلام: على قدر الهمم تكون الهموم وتتمايز الأمم !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله