يشعر المترجمون الأفغان بأنهم محظوظون لبقائهم علي قيد الحياة بعد عدد لا يحصي من مهمات محفوفة بالمخاطر مع القوات البريطانية, ولكنهم واثقون من أن مصيرا صعبا سينتظرهم إذا ما بقوا في أفغانستان . بعد مغادرة القوات البريطانية عام2014 وبدء مرحلة تسليم السلطة إلي الحكومة الأفغانية, لذا فإنهم يسعون للحصول علي حق اللجوء السياسي إلي بريطانيا قبل فوات الأوان سيكون من الجيد جدا إذا قبلت الحكومة البريطانية أخذنا وحمايتنا من بطش طالبان بعد انسحاب القوات من البلاد, لا نستطيع المكوث هنا بعد رحيل القوات البريطانية, نحن في حكم الجواسيس بالنسبة للحكومة وفي حكم الخونة بالنسبة لطالبان كلمات خرجت من مترجم ويدعي نجيب الله(20 عاما) والذي يعمل مترجما لدي القوات البريطانية منذ العام الماضي, والذي قال لصحيفة التايمز البريطانية إن صديقه الذي كان يعمل مترجما أيضا ترك عمله الشهر الماضي مع القوات البريطانية بعد أن تلقت عائلته تهديدات بخطفه مقابل فدية قدرها10 آلاف دولار. ورغم أن القوة الدولية للمساعدة الأمنية إيساف وهي بعثة الأمن والتنمية بقيادةحلف شمال الأطلنطي الناتو تعد ترتيبات لهجرة المترجمين العاملين معها, فإن بريطانيا ليس لديها خطة واضحة حتي الآن في هذا الشأن. الجدير بالذكر أن ما لا يقل عن ثلاثة مترجمين غادروا أفغانستان وطلبوا اللجوء إلي بريطانيا بمن فيهم مترجم يدعي محمد رافع25 عاما متزوج وله طفلان الذي يحمل آثار انفجار قنبلة نجا منها خلال عمله مع الجنود البريطانيين في ولاية هلمند, حيث وجه نداء مباشرا لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون قال فيه أرجو أن تعترفوا بنا كبشر, أنا أشعر أني أكثر أمنا في بريطانيا من أفغانستان, لكن رجاء مساعدتي. يذكر أن حوالي525 مترجما أفغانيا عملوا مع القوات الأجنبية في دوريات قتالية وفي أماكن خطيرة أخري, منهم نحو30 مترجما استقالوا من عملهم العام الماضي بسبب تهديدات طالبان, يضاف إلي ذلك أن ما لا يقل عن ثلاثة اختطفوا وقتلوا بأيدي المتمردين منذ عام2006, كما فقد آخران منذ أربع سنوات, وهناك ثلاثة آخرون اختطفوا وعذبوا ثم أطلق سراحهم مقابل فدية.