كتب الرئيس الأمريكي بداية النهاية للحرب الأمريكية في أفغانستان والتي استمرت10 سنوات بإعلانه سحب33 ألف جندي أمريكي الصيف المقبل من البلد الذي أنهكته الحرب. , لكنه أكد في الوقت نفسه أن الولاياتالمتحدة منفتحة علي مزيد من التدخل الخارجي.في الوقت الذي لقي فيه خطاب الرئيس الأمريكي الذي القاه فجر أمس وتركز حول الحرب الافغانية, ترحيبا أفغانيا ودوليا ووعيدا من حركة طالبان باستمرار المقاومة المسلحة. ورحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بإعلان أوباما سحب جزء من القوات الأمريكية, مشيرا إلي أنها تعتبر خطوة مهمة لصالح الولاياتالمتحدة والشعب الأفغاني في نفس الوقت. وأشار إلي أن الإعلان يمثل خطوة نحو حماية التراب الأفغاني بسواعد شبابنا القوية. بينما صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية بأن خطة سحب القوات الأمريكية لن تؤثر علي العمليات العسكرية ضد طالبان أو الأوضاع الأمنية في أفغانستان.وقال الجنرال زاهر عظيمي إن القوات الأفغانية مستعدة تماما لملء الفراغ. وفي الوقت الذي لقي فيه الخطاب ترحيبا رسميا أفغانيا, وصفت حركة طالبان خطة سحب القوات بأنه أمر رمزي وتعهدت بتكثيف عملياتها حتي تغادر جميع القوات الأجنبية أفغانستان. ووصفت طالبان في بيان لها هذا القرار بأنه مجرد خطوة رمزية لن ترضي المجتمع الدولي المنهك من الحرب أو الشعب الأمريكي.وأضاف البيان: يسعي أوباما وأمراء حربه إلي خداع أمته بهذا الإعلان, بينما في الواقع, هم لا يحترمون رغبة أمتهم.. المتعلقة بإنهاء هذه الحرب وهذا الاحتلال. ووصف بيان طالبان ما يقوله الجيش الأمريكي بشأن هزائمهم في جنوبأفغانستان بأنه ليس إلا مزاعم ودعاية لا أساس لها.وأضاف: علي دافعي الضرائب الأمريكيين أن يدركوا أنه, ومنذ عشرة أعوام, تهدر أموالهم في هذه الحرب التي لا هدف ولا معني لها, أو أنها تذهب إلي جيوب مسئولي نظام كابول الفاسد. وأكد البيان أن إمارة أفغانستان الإسلامية تود أن توضح مرة أخري ان الحل للأزمة الأفغانية يكمن في انسحاب كل القوات الأجنبية علي الفور, وإذا استمر الوضع علي ما هو عليه فإن كفاحنا المسلح سيزداد يوما بعد يوم. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان سوف نحتفظ بمستويات القوات البريطانية في أفغانستان رهن مراجعة مستمرة.وقد قلت بالفعل إنه لن تكون هناك قوات بريطانية في أدوار قتالية بحلول عام2015, وحسبما تسمح الظروف علي أرض الواقع, فمن الأسلم أن نعيد القوات للوطن في أقرب فرصة ممكنة. وأضاف أن بريطانيا ستواصل العمل بجانب الشركاء الدوليين لإنجاز حل عسكري وسياسي في أفغانستان يسمح للشعب الأفغاني بتولي المسئولية كاملة عن السيادة والأمن الوطني. وبدا أيضا وزير الخارجية وليام هيج الذي يزور حاليا القوات البريطانية في أفغانستان أنه يستبعد أي انسحاب مبكر. وأشار إلي أن بلاده ساعدت في بدء محادثات سلام مع حركة طالبان في أفغانستان وصفها بأنها بغيضة. وفي باريس, قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن فرنسا ستحذو حذو الخطوة الرائدة التي قدمها الرئيس الأمريكي. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن فرنسا سوف تبدأ أيضا انسحابا تدريجيا في شكل متناسب ووفق جدول زمني شبيه بسحب التعزيزات الأمريكية.وقال البيان إن أوباما بحث الأمر مع ساركوزي عبر الهاتف قبل خطابه أمس. وكان قصر الاليزيه قد أعلن في وقت سابق أن فرنسا ستبدأ في السحب التدريجي لقواتها المرسلة إلي أفغانستان, بصورة متوازنة مع الجدول الزمني لسحب التعزيزات الأمريكية, وبالتشاور مع الحلفاء والسلطات الأفغانية. وشدد الوزير الالماني علي أن بلاده تهدف الي أن تكون قادرة علي خفض عدد وحدات قواتها المنتشرة في أفغانستان لأول مرة بنهاية العام الجاري. ومن جهته, أكد اندرس فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي(الناتو) أن الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية نيتجة طبيعية للتطورات علي الأرض ضد المسلحين. وأعلن أوباما عن عزمه سحب10 آلاف جندي أمريكي من أفغانستان بدءا من شهر يونيو وحتي نهاية العام الحالي, موضحا أنه سيتم إعادة33 ألف جندي أمريكي إلي ديارهم مع حلول الصيف المقبل علي أن تتحول مهمة القوات الأمريكية إلي الدعم بدلا من القتال. وتناول أوباما في خطاب له أمس الوضع والطريق في أفغانستان فقال إننا نفي بالتزامنا, وسنعيد33 ألف جندي بحلول الصيف القادم, وبعد ذلك ستبدأ قواتنا في العودة بمسار ثابت مع قيام القوات الأفغانية بأخذ زمام المبادرة, وستتحول مهمتنا إلي الدعم بدلا من القتال, وبحلول عام2014 ستتحقق إجراءات الانتقال, وسيصبح الشعب الأفغاني مسئولا عن أمنه.وأكد الرئيس الأمريكي أن تنظيم القاعدة تحت ضغوط هي الأكبر منذ هجمات سبتمبر2001, مقدرا عدد الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان حاليا بنحو180 ألف جندي سيتراجع إلي معدل100 ألف جندي قبل نهاية العام الحالي. وأوضح أوباما أن قرار سحب القوات الأمريكية استند إلي أن الولاياتالمتحدة لم تر مخاطر وتهديدات إرهابية تستهدف أراضيها من أفغانستان خلال السنوات الست الماضية, وأن القوات الأمريكية قامت بالقضاء علي نصف أعضاء تنظيم القاعدة كما قتلت أسامة بن لادن القائد الوحيد الذي عرفته القاعدة, منوها بأن القاعدة وضعت علي طريق الهزيمة ولن نتراجع حتي يتم إنهاء هذا العمل. وأشار أوباما إلي أن الخطر الإرهابي الذي كان يستهدف أمريكا خلال تلك الفترة كان يأتي من باكستان وليس أفغانستان, وأن سحب القوات من أفغانستان لا يؤدي الي زيادة الخطر ولا يؤثر علي مجهودات مكافحة الإرهاب. في الوقت نفسه, أكد أوباما أن الولاياتالمتحدة منفتحة علي مزيد من التدخل الخارجي وأنه بالرغم من أن10 سنوات من الحرب أنهكت أمريكا ألا أنه يجب ألا تعيش في عزلة ويجب أن تظل منفتحة وبراجماتية.