نشرت صحيفة التايمز البريطانية كاريكاتيرا يصور بشار الأسد وهو ممسك بيده ساطورا ملطخا بالدماء, وتوالت الصور والدماء حوله تتزايد إلي أن بلغت أعلي عنقه في الصورة الأخيرة, في تعبير عن استمراره في إراقة دماء أبناء الشعب السوري والتي سوف تطاله في النهاية. ولم يمض أسبوعان علي مجزرة الحولة, إلا واقترفت قوات النظام السوري مجزرة جديدة في مدينة حماه راح ضحيتها نحو 80 شخصا بينهم نساء وأطفال, لتتجدد المخاوف من انزلاق سوريا في حرب أهلية دموية تمتد تداعياتها إلي دول الجوار وتؤدي إلي زعزعة الاستقرار في المنطقة. ولم ينجح كوفي أنان إلي الآن في إقناع النظام السوري بتطبيق بند واحد من بنود الخطة التي اقترحها لإنهاء العنف في سوريا, بينما فشل زعماء أمريكا والدول الغربية في إقناع روسيا والصين بوقف مساندتهما للنظام السوري ومعارضتهما أي تدخل خارجي. لقد أصبح الخيار العسكري مطروحا بشدة بعد فشل الحلول السياسية, وإن كان استخدام القوة العسكرية علي النحو الذي جري في ليبيا سوف يؤدي إلي خسائر فادحة في الأرواح, لأن لسوريا دفاعا جويا قويا وقوات ضخمة, هذا إلي جانب أن الصراع يجري علي أراض مكتظة بالسكان, كما أن وجود انقسامات عرقية وعدم توحد المعارضة السورية يزيد من صعوبة هذا الخيار, خاصة أن العالم أصبح أكثر حذرا بعد سنوات من التدخل العسكري في العراق وأفغانستان, وحتي في ليبيا, والذي أدي إلي سقوط الآلاف من القتلي علي ايدي القوات المتحالفة وتكلفة بلغت تريليون دولار, وجاءت نتيجة هذه التدخلات محبطة في النهاية. فهل تقف روسيا والصين هذه المرة موقف المؤيد للقرارات الدولية بتشديد العقوبات الاقتصادية ووقف تسليح النظام السوري إذا ما ضمنت مصالحها في سوريا, أم سيعتمد مجلس الأمن التدخل العسكري حتي يرغم الأسد علي التنازل عن الحكم؟. [email protected] المزيد من أعمدة مها النحاس