لا يقتصر الترويج للدجل والشعوذة والخرافة، على ما يقوم به الاعلام من الحديث عن الجن والعفاريت والأعمال والسحر وغيرها، ولكن إمتدت الحال الى الدجل فى مجال الطب والابتكارات والاختراعات. ورغم أن مصر كلها قد وقعت ضحية لمن إدعى أنه إكتشف جهازا يعالج الايدز والسرطان وفيرس سى فيما عرف إعلاميا بجهاز الكفتة، إلا أن الإعلام لا يتوقف عن نشر مثل هذه الخرافات العلمية، فها هى وسائل الاعلام (صحافة وفضائيات) تنشر أن طالبة ثانوى بالمنيا، تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، اخترعت علاجا جديدا لسرطان الثدي دون استئصال وبتكلفة لا تتجاوز ال50 جنيها مصريا؟ ولم تكن هذه الفتاة الاولى فى إداعاءاتها، بل سبقها طالب بالصف الثانى الثانوى بالفيوم، فى اكتشاف علاج للسرطان. وهناك طالبة ثانوى من المنصورة، تكتشفت طريقة لعلاج المصابين بفيروس سى، وطالبة بالصف الثانى الثانوى بشبراخيت تكتشف علاجا للدهون وكولسترول الدم، وطالبة بالصف الثانى الثانوى بالمنصورة طالبة تكتشف علاجا لل"القدم السكرى" و"الفشل الكلوى". هذه نماذج لبعض الإكتشافات الطبية التى أعلنها البعض وغالبية مكتشفيها طلبة فى الثانوى لم يدرسوا الطب ولا التشريح ولا علم الادوية، ويكتشفون علاجات للسرطان وفيرس سى والقدم السكرى والفشل الكلوى ودهون الكليسترول وغيرها، وهو ما لم تستطع معالم العالم الحديثة فى امريكا واوروبا أن تكتشفه بعد، ويجدون من يروج لمثل هذا الإدعاء دون أن يمر إكتشافهم، إذا كان صحيحا، بمراحل البحث العلمى المعروفة، والتى بالتأكيد يجهلونها، فأى دجل هذا الذى يروج له الاعلام؟ وإذا تركنا الاكتشافات الطبية المذهلة، فإقرأ معى بعض الاكتشافات الأخرى لطلبة أيضا منها: طالب بكلية الاداب يخترع جهاز عن «التفاعلات الليزرية وقدرتها على التدمير»، يولد طاقة أقوي من الطاقة النووية، القادرة على هدم جبل في دقيقتين، وجهازًا آخر يقضي على مشكلة الكهرباء حيث بإمكانه توليد الكهرباء المعدلة التي تعادل الطاقة المولدة 5 أضعاف قوة الكهرباء من السد العالي. وطالب بالصف الرابع الثانوي الصناعي يخترع مصباحا يعمل بدون كهرباء؟؟؟؟ وطالب من الإسكندرية بالصف الثالث الثانوى يخترع جهازا لإنتاج الطاقة الشمسية وتحلية مياه البحر، وطالب يخترع هيكل سيارة ضد حوادث الطرق وموفر للبنزين، وطالب فى الصف الثالث بالمرحلة الثانوية، فى مدينة ملوى بمحافظة المنيا، يخترع خياشيم صناعية للبشر. الطريف أن كثيرين من هؤلاء "المكتشفين" يشتكون أن لا أحد من الدولة يسأل فى إكتشافاتهم وإبتكاراتهم. لا شك أننا نريد من الإعلام أن يقوم بدوره فى التنوير والقاء الضوء على النقاط المضيئة فى المجتمع ومنها الاختراعات والابتكارات بالطبع، ولكن عندما تكون حقيقية، بدلا من التركيز على بيع الوهم للمرضى، ولنسلك الطرق العلمية فيما نعلنه فى هذا الجانب، حتى لا نتحول الى "دولة الكتفة"، ونصبح أضحوكة بين الأمم. لمزيد من مقالات جمال نافع