شن الطيران الإسرائيلى فجر أمس غارتين على محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة. وأوضحت مصادر محلية أن الغارة الأولى استهدفت أرضا زراعية بمنطقة الزنة شرق خانيونس والثانية استهدفت أرضا خالية بين منطقتى الفخارى وعبسان الجديدة جنوب شرق خانيونس. وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال الحربية والمروحية تحلق بكثافة فى اجواء متفرقة من قطاع غزة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت مساء أمس الأول أن قذيفة «هاون» سقطت فى منطقة محاذية للحدود مع قطاع غزة دون وقوع إصابات أو أضرار. وفى الوقت نفسه، أعلن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق فى هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شئون الهيئة فى قطاع غزة عبد الناصر فروانة أن الاحتلال الإسرائيلى اعتقل (5677) فلسطينيا، منذ اندلاع «انتفاضة القدس» فى الأول من أكتوبر 2015 وحتى نهاية أبريل المنصرم. وقال فروانة- فى تصريحات صحفية- إن الاعتقالات جرت فى كافة محافظات الوطن، وشملت جميع الفئات العمرية والجنسية، وأن غالبية الاعتقالات سجلت فى المحافظات الشمالية «الضفة الغربية» بواقع (3508) حالات اعتقال، ويليها محافظة القدس (1872) حالة، والمناطق المحتلة عام 48 (169) حالة، والمحافظاتالجنوبية «قطاع غزة» (128) حالة اعتقال. وأضاف أن تلك الاعتقالات شكلت ممارسة يومية وأداة إسرائيلية للانتقام وبث الرعب والخوف فى نفوس الفلسطينيين كافة، ووسيلة قمعية لإخماد مقاومتهم المشروعة للاحتلال. وفى غضون ذلك، قال عيسى قراقع رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين إن 6 أسرى يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام فى سجون الاحتلال الإسرائيلي. ووجه قراقع رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، طالبه فيها التدخل والتحرك لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام وأوضاعهم الصحية أصبحت خطيرة للغاية. وقال قراقع فى رسالته « إن استمرار موجات الإضراب والاحتجاج فى سجون الاحتلال ضد الاعتقال الإدارى والإهمال الطبى والعزل الانفرادى والحرمان من الزيارات، تعبير عن انتهاك إسرائيل الواسع لحقوق الأسرى وللقوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة». وأوضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى تمارس سياسة الانتقام من الأسرى وترتكب جرائم ومخالفات جسيمة بحقهم من تعذيب وإهمال طبى واعتقال القاصرين ومحاكمات غير عادلة، وأن ما يجرى بحق الأسرى يأتى فى سياق الغطاء السياسى والقانونى من الحكومة الإسرائيلية. وأضافت الرسالة: «إن إسرائيل لا زالت تحظى بحصانة رغم معرفة المجتمع الدولى وجميع مؤسساته أنها ترتكب انتهاكات كبيرة للقانون الدولى الإنساني، واستمرار الوضع الصعب بالسجون سوف يفجر الأوضاع ويترك انعكاسه على جميع المستويات». وطالبت، الأمين العام، بإصدار موقف وزيارة الأراضى المحتلة والاطلاع على أوضاع الأسرى فى سجون الاحتلال، ومطالبة إسرائيل بالالتزام باتفاقيات جنيف الأربع وكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية والإنسانية. يذكر أن 7000 أسير فلسطينى يقبعون فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 42 أسيرا يقضون أكثر من 20 عاما، و 450 طفلا، و 68 امرأه وفتاة، و 750 معتقلا إداريا، وستة نواب منتخبين فى المجلس التشريعى الفلسطيني. وعلى صعيد آخر، خيم غضب وحزن شديدين أمس على موكب تشييع جنازة ثلاثة أطفال أشقاء قتلوا فى غزة جراء حريق شب فى منزلهم فى امتداد لحوادث انقطاع التيار الكهربائى المتكررة فى القطاع. وشيع المئات جثامين الأطفال يسرا (ثلاثة أعوام) ورهف (عامان) وناصر (شهران) أبو هندى الذين قضوا الليلة الماضية جراء الحريق داخل منزلهم فى مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. وردد المشيعون عبارات غاضبة تندد بأزمات قطاع غزة جراء النقص الحاد فى الخدمات الأساسية خاصة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. وقال جهاز الدفاع المدنى فى غزة إن الحريق نتج عن استخدام الشمع كبديل لانقطاع التيار الكهربائى مع تسرب غاز الطهى فى المنزل. وقال مسعفون إن الحريق أسفر كذلك عن ثلاث إصابات من أفراد العائلة وصفت حالة إحداها بالخطيرة. ويعتمد كثير من سكان غزة على الشموع أو مولدات الكهرباء الصغيرة التى تعمل بالبنزين لإنارة منازلهم فى ظل انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم. ولقى أكثر من 30 فلسطينيا على الأقل أغلبهم أطفال حتفهم جراء حوادث حريق مماثلة بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائى خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويعانى سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون و 900 الف نسمة، من أزمة عجز متواصلة فى التيار الكهربائى تصل إلى أكثر من 60 بالمائة، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة جراء الحصار الإسرائيلى المفروض عليهم منذ أكثر من تسعة أعوام. واتهمت حركة «حماس» إسرائيل بالمسئولية عن نقص الوقود فى القطاع. حملت الحركة ، فى بيان صحفى ، الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الحكومة رامى الحمد الله «المشاركة فى المسئولية فى ظل حالة التمييز والتهميش التى يمارسانها ضد أهل غزة».