آنسة.. أستاذة.. مدام: إذا كانت هناك شكوي عامة من انهيار القيم لدي شبابنا وأبنائنا فإن غياب القدوة الحسنة هو السبب وابناؤنا الضحية! هذا ما أكده المشاركون في مؤتمر الشباب العربي.. إلي أين؟ والذي نظمه المجلس العربي للتربية الاخلاقية وعقد بجامعة النهضة ببني سويف تحت رعاية د.سمير سيف اليزل محافط بني سويف ود.صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب. ولخص الدكتور مصطفي النشار أستاذ الفلسفة وعميد كلية رياض الأطفال بجامعة القاهرة مسألة غياب القدوة بقوله: نعيب شبابنا والعيب فينا..و ما لشبابنا عيب سوانا بدليل أننا نطالبه كتربويين بالابداع في ظل نظام تعليمي جامد, وبالمشاركة بينما نسد أبوابها أمامه وبأن يتفوق بينما لا نتيج له فرصة عمل.. لو أعطيناه حقوقه سيشعر بالانتماء وليس بالاغتراب! واستعرض الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ومدير معهد اعداد القادة بوزارة التعليم العالي نتائج دراسة رعتها لجنة الشفافية والنزاهة حول القيم كشفت عن غياب الذات الجماعية وشيوع السلبية وعدم الامانة والكذب وتقلص الثقة والاهتمام بالمصالح الفردية, كما كشفت عن وجود قلق أخلاقي تظهر ملامحه في العنف واحتقار الآخرين والتقليل من شأنهم, واكدت الدراسة أيضا التباين الاجتماعي والشعور بعدم العدالة والتحيز لطبقة دون أخري والتفكك والانهيار الأخلاقي. وأكد د.زايد أن منظومة القيم التي يجب أن تسود فيها العدالة تستلزم توافر شروط محددة منها الفصل بين العام والخاص وتفعيل مبادئ القدوة والكفاءة والالتزام الاخلاقي مع العقاب الرادع لكل من يخرج عن هذه المنظومة. وخلال المؤتمر الذي رأسه الدكتور محمد أنس جعفر رئيس جامعة النهضة وشارك فيه د.صديق عفيفي رئيس المجلس العربي للتربية الاخلاقية, أكد د. سعيد المغاوري عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنوفية أن غياب القدوة مرتبط بغياب دور الاسرة والدعاة والمرشد الاخلاقي والوعاظ, وانتشار القنوات الفضائية التي تهتم بالفن الهابط والتي أفرزت سلوكيات سلبية ساعد عليها الاستخدام العشوائي للانترنت فانتشرت الفوضي واللامبالاة. ووصف د.حمدي الفرماوي أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية سلوك الافراد خاصة الشباب بعدم التفكير العقلاني فالاعتماد علي الانترنت جعلهم يعيشون في واقع افتراضي خيالي وليس حقيقيا. واعتبر الدكتور محمد المغازي الاستاذ بكلية التربية بجامعة قناة السويس أنه رغم انتشار وسائل الاتصال الصوتي والمرئي فإنها تعد عامل ضياع وعزلة ولم تساعد الشباب علي تحديد المفيد والأكثر إفادة, أو الخطير والأشد خطورة.. لذا فقد آن الأوان لتوجيه شبابنا إلي كيفية التعامل مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات وليس الانبهار بها, بل تعلم كيفية تسخيرها لصالحنا. ونوهت د.مايسة أبوالفضل الباحثة بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي إلي أهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية في مجال التربية الاخلاقية للطلاب عن طريق تدريس مناهج ومقررات وأنشطة تركز علي القيم الاخلاقية الصحيحة. ووصف الدكتور أحمد اسماعيل حجي استاذ التربية بجامعة حلوان ومقرر المؤتمر الاخلاق بأنها صمام أمان الشعوب فهي تضمن تحقيق الترابط الاجتماعي وتحفظ المجتمعات وتعمل علي بقائها قوية, كما أن الشباب المستقيم ذا الخلق القويم هو أساس الاطمئنان علي غد الأمة ومستقبلها المشرق.