تمكن علماء الفلك في جامعة كورنيل البريطانية طبقا "للأندبندنت " من رصد صوت متكرر بالشهر الحالي يأتي من الفضاء لموجات راديو سريعة يبلغ طولها 10 ميللي ثانية وهى تعد موجة راديو غامضة ومتطورة ؛ مما يشير إلى إمكانية وجود مخلوقات ذكية ومتحضرة في كون اخر غير الذي نحيا به ولكن العلماء لم يتمكنوا من تحديد مكان هذا الصوت . هذا الخبر يحملني الى تذكر خبر مثير اخر حول ظهور مدن عائمة في سماء مدينتي فوشان وجانغ شي بالصين والتي شاهدها آلاف الأشخاص وكتبت عنها الصحف العالمية في أكتوبر 2015 ؛ وقالت الصحف الأجنبية آنذاك أن فكرة وجود مدن عائمة فوق السحاب قد تشير الى وجود أكوان موازية أخرى قد تكون تداخلت مع كوننا بذلك الوقت لسبب ما ثم عاودت الاختفاء والعودة إلى مسارها الطبيعي المكاني والزماني وأكدت الصحف ان ترجيح ان تكون الظاهرة مجرد سراب يسمى ب فايتا مورغانا والذي يحدث عادة بالبحر ويعبر عن انعكاس لصورة الأفق في السماء ؛ نتيجة اختلاف حرارة الطبقات الهوائية في البحر ؛ يعد مستحيلا في هذه الحالة حيث ان مدينة فوشان تبعد 30 ميلا عن البحر !! واذا بحثنا في النظريات العلمية لنتفهم إمكانية وجود عوالم وأكوان موازية لنا بوجه عام ؛ نرى أن العديد من النظريات العلمية تستنتج وجود أكوان موازية بالفعل : نظرية الأوتار للفيزيائي اليابانى الأمريكي ميشيو كاكو تقول أن كتل البناء الأساسية لكل المواد وأيضاً لكل القوى الفيزيائية في الكون مثل الجاذبية موجودة في مستوى تحت الكم وهذه الكتل البنائية تشبه الأوتار وهي التي تصنع الجسيمات الكمية ، الإلكترونات ، الذرات ، والخلايا وهكذا ويتحدد بالضبط أي نوع من المادة ينتج بواسطة الأوتار وكذلك سلوك هذه المادة ، حسب تذبذب هذه الأوتار وتتذبذب الأوتار فتؤدي إلى نشوء القوى المختلفة الحاكمة للكون وبهذه الطريقة فإن كوننا بأكلمه عبارة عن عزف موسيقى ووفقاً لنظرية الأوتار فهذا العزف يحدث عبر 11 بُعد منفصل وهذه الأبعاد تلتف حول نفسها بحيث لا ندركها في عالمنا وبما أن الكون يحتوي على هذه الأبعاد المختلفة بهندساتها العديدة والمتنوعة ، وعلماً بأن قوانين الطبيعة تعتمد على هندسة الطبيعة ، فمن المتوقع أن تُشكِّل هذه الأبعاد العديدة أكواناً مختلفة في قوانينها وحقائقها وبذلك تؤدي نظرية الأوتار إلى نتيجة أنه توجد أكوان عديدة ومختلفة. بالإضافة إلى ذلك ، يشير كاكو إلى حقيقة أنه تم اكتشاف بلايين من الحلول لمعادلات نظرية الأوتار، وكل حلّ من هذه الحلول يصف كوناً متناسقاً رياضياً ومختلفاً عن الأكوان الأخرى التي تصفها الحلول الأخرى للنظرية وهكذا، تدل نظرية الأوتار على وجود أكوان عدة. ويقول ميشيو كاكو إنه بمجرد السماح لإمكانية نشوء عالم واحد، نفتح الباب أمام احتمال نشوء عوالم ممكنة ولا متناهية بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ ، الإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في كل الأمكنة الممكنة حول نواة الذرة. والكون كان أصغر من الإلكترون (عند بداية الانفجار الكبير الذي تشكل منه الكون) ، وإذا طبقنا ميكانيكا الكمّ على الكون ككل ، تصبح النتيجة أن الكون يوجد في كل الحالات العديدة والمختلفة والممكنة في آنٍ معاً وهذه الحالات الممكنة والمختلفة ليست سوى الأكوان العديدة ومن هنا ، يستنتج كاكو أنه لا مفر من الاعتراف بإمكانية وجود الأكوان الممكنة. هذه الأكوان التي نتحدث عنها ليست المجرات المختلفة في عالمنا ، بل المجرات جزء من عالمنا الواقعي بالذات. إن الأكوان الممكنة قد تشبه عالمنا وقد تختلف عنه ، وبعض هذه الأكوان الممكنة تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن الأكوان الممكنة الأخرى وعن عالمنا الذي نحيا فيه ... وكذلك دراسات ماكس بلانك للإشعاع دفعت نحو بعض الاكتشافات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية لهذا الكون . اذا سألتني هل تريدين الذهاب إلى كون آخر أو زمن آخر غير الذي نعيش به ؟ سأقول لك أنني بصراحة لا أريد الذهاب إلى أي كون أو زمن غير الكون والزمان الذي نحيا به ويكفي ما علمناه وما نراه من البشر من كره وحقد وظلم وفساد حولنا ؛ لنعلم انه لا فائدة من الذهاب إلي أي مكان أو زمان آخر . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي