تصف الفيزياء المعاصرة عالم الجسيمات الأولية وعالم الأهداف الفضائية العملاقة انطلاقا من نظريتين مختلفتين تماما، لا يتفق بعضهما مع الآخر. فعالم الفضاء والأجسام السماوية يوصف من خلال نظرية ألبرت أينشتاين النسبية، وتفترض احتمال تقويس الفضاء والزمن بتأثير أجسام سماوية ضخمة. أما عالم الذرة فهناك ميكانيكا الكم التي تصف تصرفاتها، والواقع أن أجيال من العلماء على مدى عقود تحاول التوفيق بين النظريتين المتنازعتين، وإنشاء نموذج موحد للعالمين الكبير والصغير، وقد أحرز بعض الباحثين نجاحات في الجمع بين العالمين. وتعتبر دراسة أعدها علماء الفيزياء والرياضيات الأمريكيون نموذجا رياضيا من شأنه الجمع بين نظرية النسبية وميكانيكا الكم. فهناك حالة «تشابك الكم» يصف العلماء بواسطتها حالة «الكم» لدى أية جسيمة أولية، ويفترض العلماء بأن تدور جسيمة في اتجاهين وتشغل موقعين في آن واحد قبل أن نلقي نظرة إليها، على غرار قطعة نقدية يمكن أن تقع على طرة أو نقش لدى إيقافها، لكنها تشغل موقعي طرة ونقش في آن واحد وقت دورانها. ويمكن أن يصور الخبراء في ميكانيكا الكم جسيمتين أوليتين تفصلهما مليارات من الأعوام الضوئية، لكن كلاهما تربطهما علاقة كم ما توصف كتشابك الكم. ويقوم الباحث في لحظة ما بقياس حالة إحداهما التي تناسب حالة طرة، فيما يمكنه أن يقول بالتأكيد إن حالة جسيمة أخرى تقع في طرف آخر للكون تتناسب مع حالة نقش. وهناك ظاهرة هامة أخرى تساعد في فهم هذا النموذج الرياضي، وهي «نفق خُلد» وقد أتى هذا المصطلح بفضل نظرية النسبية لأينشتاين التي تفترض بتقويس الفضاء والزمن، حيث بوسع جرم سماوي عملاق جدا، مثل ثقب أسود، إنشاء نفق في الفضاء والزمن لا يستطيع أحد أو شيء مغادرته في حال الوقوع فيه. أما الثقبان الأسودان المبتعدان بعضهما عن الآخر على مسافة كبيرة فيمكن أن يشكلا بينهما ممرا يمكن أن يقوم مسافر افتراضي برحلة داخله ليس في المكان فحسب بل وفي الزمان أيضا. ومن وهلة الأولى فإن هذه الظاهرة الافتراضية تنفي اعتقاد أينشتاين الذي مفاده بأن أحدا أو شيئا يمكن أن يسير أسرع من سرعة الضوء، لكن يستحيل استخدام تشابك الكم لإرسال إشارات، أما الرحلة في "نفق الخلد" فتعتبر أمرا لا مغزى له لأن رحلتك تنتهي على كل حال في داخل ثقب أسود. ودفع تشابه الظاهرتين (نفق الخلد وتشابك الكم) العلماء إلى الافتراض بوجود نفق خلد بين جسيمتين أوليتين أيضا، لكن ليس في العالم ثلاثي الأبعاد كعالمنا بل في عالم رباعي الأبعاد، وقد أثبت عالم الفيزياء في جامعة ماساشوستس؛ «جوليان سونر» هذه الفرضية بحساباته. وطرح مبدأ يفيد بأن نفق خلد وتشابك كم لا يمكن أن يتعايشان في كون واحد، لكنهما ظاهرتان صائبتان مماثلتان من وجهة نظر الرياضيات. ونظرا لأننا نشهد هاتين الظاهرتين في آن واحد في كل من العالمين الكبير والصغير فيمكننا الافتراض بأن الرحلة في الزمن هي أمر ممكن، وذلك من كوننا ثلاثي الأبعاد إلى كون رباعي الأبعاد أو كون ثنائي الأبعاد مثلا.