كان جحا مارا فى السوق فجاء رجل من خلفه وصفعه صفعة شديدة فالتفت إليه وقال: ما هذا..? فاعتذر له الصافع بقوله: عفوا يا جحا ظننتك أحد أصحابى الذين لا تكليف بينى وبينهم , فلم يتركه جحا ورفع الأمر للقاضى وكان الرجل من أصدقاء القاضي. فلما رآه مع جحا وسمع دعواهما حكم لجحا أن يصفعه. فلم يرض جحا بذلك. فقال القاضى ما دمت غير راض عن هذا الحكم فإننى أحكم بأن يدفع لك عشرة دراهم جزاءًٍ نقديا وقال للرجل: اذهب واحضر الدراهم ليأخذها جحا. وهكذا أفسح القاضى المجال لفرار الرجل. فانتظر جحا عدة ساعات على غير فائدة. وأدرك عند ذلك أن القاضى خدعه وصرف الرجل , فنظر جحا إلى القاضى فرآه غائصا فى أشغاله , فتقدم حتى قاربه وصفعه صفعة قوية. وقال: أيها القاضى أنا مشغول , وليس عندى وقت للانتظار , فأرجوك أن تأخذ الدراهم متى جاء الرجل لأنى مستعجل. ذهب جحا ليستحم فى النهر فنزل وترك ملابسه على الشاطئ فسرقها اللصوص , فعاد إلى منزله عريانا , وبعد أيام ذهب إلى النهر ونزل فيه بملابسه فرآه أصحابه فقالوا له: ما هذا يا جحا? فقال: لان تبتل ثيابى عليَّ خير من أن تكون جافة على غيري
أخذ جحا من جاره «حلة كبيرة» , وطبخ فيها , ثم وضع داخلها «حلة صغيرة» وأعطاه إياها , فقال له: ما هذا يا جحا..? قال: هى «بنت حلتك» ولدتها عندي, ثم طلبها مرة ثانية وخبأها فقال له جاره: أين «الحلة» قال: ماتت وهى تلد فقال له: هل تموت الحلة فقال جحا: وهل تلد الحلة? الذى يأخذ المكسب يتحمل الخسارة يا صديقي!