سألوا جحا يوما ايهما اهم »الفلاح ام السلطان« فقال: »الفلاح لانه لو لم يزرع القمح لمات السلطان«.. ويقال ايضا ان جحا كان يوما يسير بالقرب من احد الشواطئ ووجد شخصا يشرف علي الغرق فأنقذه.. وعندما حمله الي البر قال له الشخص: اطلب ما تشاء فطلبك مجاب.. فسأله جحا عن شخصيته فقال له انه الحاكم.. وكان الحاكم ديكتاتورا وعصره فسادا وإفسادا وتربحا.. فصمت جحا فترة وهز رأسه وقال: طلبي الوحيد الذي استحلفك بالله ان تجيبه هو ان لا تخبر احدا انني انقذتك! منذ ايام كنت اعبث في مكتبتي الصغيرة وبالصدفة سقط بين يدي كتاب قديم يتناول نوادر الشيخ نصر الدين الرومي والمعروف بجحا.. ومن نوادره التي اعجبتني انه ذهب يوما لزيارة حاكم البلدة فأخذ الحاكم يشكو له من زوجته وتدخلها الدائم في شئون الحكم واخذ جحا ينصحه بعدم الانصات لها والتشدد في معاملتها حتي لا يخرج أمره إلي الناس ويتهمه الجميع بضعف الشخصية.. وعلمت زوجة الحاكم بنصيحة جحا فغضبت غضباً شديداً وأضمرت الشر لجحا.. وبعد أيام طلبت من زوجها أن يدعو جحا وزوجته لزيارتهما وقضاء بعض الأيام في قصرهما.. ولبي جحا وزوجته الزيارة في سعادة شديدة.. وجلس الحاكم يتحدث مع جحا.. وجلست زوجة الحاكم مع زوجة جحا.. وفي الليل جلس جحا وزوجته يتحدثان قبل النوم.. وقامت زوجته بالتودد إليه والمزاح معه.. ثم أشارت إلي بردعة حمار الحاكم.. وقالت: لم لا تأتي بهذه البردعة الجميلة لنلعب بها ونلهو.. فأحضرها جحا.. وأخذت تتحايل عليه حتي وضعت البردعة فوق ظهره.. وجلست عليها وجعلته يجري بها في الحجرة وهي تسوقه كالحمار.. ودخل الحاكم وزوجته واخذا يضحكان في سخرية مما يفعله جحا.. وأحس جحا بالخجل ورأي علامات الشماتة في عيني زوجة الحاكم.. والاستهزاء في عيني الحاكم والذي قال له أتنصحني بعدم سماع كلام زوجتي.. ثم تجعل من نفسك حماراً لزوجتك؟!.. ولاحظ جحا أن زوجته وزوجة الحاكم تتبادلان نظرات فهم منها أن زوجة الحاكم طلبت زيارتهما لتتفق مع زوجته عليه.. فانتفض واقفاً..وقال للحاكم: سيدي لقد دعوت الله أن يثبت لك صدق كلامي لتتأكد من أن الذي يطيع زوجته ما هو إلا حمار.. وأنا لست غاضباً إذ أثبت لك ذلك علي نفسي فاحرص حرصاً شديداً علي عدم طاعة زوجتك! ومن النوادر التي اعجبتني ايضا ان جحا كان يوما في السوق.. وفجأة جاء رجل من خلفه وضربه علي قفاه.. فالتفت اليه غاضبا.. فقال له الرجل لا تؤاخذني اعتقدتك صديقا اعتدت مداعبته كذلك.. واصر جحا علي ان يذهبا الي القاضي.. وعندما سمع القاضي الحكاية حكم بان يدفع الرجل لجحا عشرة دراهم.. واعتذر الرجل للقاضي بانه ليس معه الدراهم العشرة فأمره بان يذهب الي بيته ليحضرها.. فاغتاظ جحا لانه عرف ان الرجل صديق للقاضي.. فلما مرت فترة طويلة وايقن جحا ان القاضي مكن صديقه من الهرب.. قام بصفعه علي قفاه.. فالتفت القاضي مذعورا.. وسأل جحا عما فعله فقال له لقد صفعني صديقك صفعة كهذه.. وقد حكمت عليه بعشرة دراهم فاذا جاء خذ انت الدراهم العشرة فانا مضطر للذهاب.. هذه هي نوادر جحا منذ مئات السنين فهل تنطبق علينا الآن؟.