عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى أمس اجتماعا استثنائيا فى الرياض برئاسة عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، لمناقشة تداعيات الاعتداءين على السفارة السعودية فى طهران والقنصلية فى مشهد. وعلم مندوب «الأهرام» أن 18من وزراء الخارجية العرب يشاركون فى الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذى سيعقد اليوم لبحث الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية فى كل من طهران ومشهد، بناء على طلب من الرياض تقدمت به الى الأمانة العامة للجامعة الأسبوع الماضى ,وهو ما يدل على الاهتمام العربى بالمشاركة رفيعة المستوى فى هذا الاجتماع ,على غير العادة فى معظم اجتماعات مجلس الجامعة العربية التى لاتشهد مثل هذا الحضور الكثيف من وزراء الخارجية, وتكتفى دولهم بإرسال مستويات أقل أو بمندوبيها الدائمين . ومن المقرر أن يرأس الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتى الاجتماع ,وهى المرة الأولى له منذ تولى بلاده رئاسة مجلس الجامعة على المستوى الوزارى منذ شهر سبتمبر الماضى ، وسيتضمن الاجتماع بندا واحدا هو «النظر فى انتهاكات إيران لحرمة سفارة المملكة العربية السعودية فى طهران ,وقنصليتها العامة فى مشهد , والتى تشكل انتهاكا صارخا لكل المعاهدات والقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسي», وفق دعوة الوفد السعودى الدائم لدى الجامعة العربية التى تقدم بها يوم الاثنين الماضى . وفى هذا السياق فإن مصدرا دبلوماسيا عربيا أكد ل«مندوب الأهرام» أن هناك أهمية كبرى لهذا الاجتماع عبر المشاركة العربية الرفيعة المستوى فيه، وكذلك من خلال الاتصالات والمشاورات التى جرت خلال الفترة الماضية, للتعامل مع هذا الملف بما يحفظ الأمن القومى العربى , وتجسيد الدعم والمساندة القوية لدولة عربية شقيقة فى مواقفها والدفاع عن مصالحها , لافتا الى أنه لاتوجد رغبة عربية فى التصعيد مع إيران , وهو ما عبرت عن مواقف الرياض ذاتها للمحافظة على الاستقرار الإقليمي. وذكر المصدر بأن مجلس الجامعة العربية شدد فى أكثر من اجتماع على مستوى وزراء الخارجية كان آخرها فى الاجتماع الخاص ببحث التدخل التركى فى الأراضى العراقية فى الرابع والعشرين من ديسمبر الماضى شدد فى قرار خاص بإيران وتقدم به الوفد الإماراتى تحت عنوان «التدخل الإيرانى فى دول الجوار» على مطالبة طهران بالكف عن تدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية، التى من شأنها أن تقوض بناء الثقة، وتهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة، مؤكدا أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. من جانبه، أعرب أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربى عن تطلعه بأن يكون للاجتماع دور هام وحاسم خاصة فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمربها الوطن العربى والتى تحتاج الى وقفة صادقة. وقال :كنّا طالبنا فى السابق بوجود تعاون بين الدول العربية وإيران وتصفية للأجواء واحترام لمباديء حسن الجوار ولكن المسئولين الإيرانيين لم يعيروا هذا أى اهتمام وقاموا بالاعتداء والتدخل فى شئون العديد من الدول العربية والتى كان اخرها الاعتداء على سفارة المملكة وبعثاتها الدبلوماسية فضلا عن دعم الاٍرهاب فى اليمن وسوريا والعراق. وأعرب الجروان عن تطلعه بأن يخرج الاجتماع بما يخدم تطلعات الشعب العربى والأمن القومى العربى والدبلوماسية العربية ،مؤكدا ايمان البرلمان بأهمية الدبلوماسية العربية فى حل المشكلات وَلَا نتحدث عن نصرة المملكة العربية السعودية فقط ،فهى دولة قوية كبيرة ومهمة وقيادية فى الوطن العربى ولكن ندعو للتضامن الفعلى والحقيقى مع المملكةالعربية السعودية لمواجهة التطرف الإيرانى الداعم للطائفية وتغذية الإٍرهاب فى المنطقة مطالبا الدبلوماسية العربية القيام بدور حقيقى وملموس ليس شجبا او تنديدا فقط وإنما اتخاذ قرارات على مستوى المسئولية التى نحن بصددها.