كل يوم يطل علينا الارهاب بوجهه القبيح ورائحته القذرة ليخطف زهور شبابنا لتتلطخ اياديه الرثة بدماء شهداء ماتوا كى تحيا مصر ويسطر التاريخ قصص بطولاتهم ويدون الافعال الفاضحة والجرائم النكراء التى ارتكبتها جماعة اقل ماتوصف بأنها ارهابية وكان اخر ضحايا الجماعة الارهابية الشهيد علاء ابن محافظة القليوبية الذى اغتالته رصاصات الارهاب الغادرة وهو يستقل مدرعة بسيناء ليرتوى ثرى الارض بغيث دمائه الطاهرة ليعود الى اسرته ملفوفا بعلم ارض الكنانة. علاء السيد سالم عفيفى ابن قريه الشموت مركز بنها كان يفترش سنوات العمر بالطموح وتربع على عرش احلامه الرغبه فى الدفاع عن الوطن فهو منذ طفولته كان يصنع من الورق المسدسات والبنادق ويجمع الاطفال من قريته لتكوين فريقين من المتحاربين وكان علاء زعيمهم الذى يدافع عن مصر وفى نهاية الحرب الطفولية كان علاء يسقط بين رفاقه ويدعى انه استشهد فى الحرب وكأنه كان يعلم بالمصير الذى كان ينتظره, مرت سنوات طفولته الاولى وتغلغل الحلم داخل صدره واتسع حتى ملأ كيانه واستحوذ على عقله وتمنى ان يكون ضابطا ليدافع عن وطنه والتحق بالمدرسة الابتدائية وبذور الامل تنمو داخله ثم التحق بالمدرسة الاعدادية وحينها قد اشتد عودة وكان يساعد والده فى اعمال الزراعة مما كان يشغله عن مذاكرته وباءت احلامه بالفشل عندما حصل فى الشهادة الاعداديه على مجموع لم يؤهله من دخول المدرسه الثانوية التى كان يحلم بالالتحاق بها حتى يتسنى له دخول الكلية الحربية كى يصبح ضابضا ويتحقق الحلم, انهارت احلام علاء على اعتاب المدرسة الصناعية التى التحق بها ولكن سرعان ماتجددت مره اخرى عندما اخبره شقيقه الاكبر الذى يعمل امين شرطة انه بأمكانه التطوع بعد حصوله على دبلوم الصنايع وتمنى علاء ان تمر سنوات دراسته الثلاثة فى لمح البصر وتحقق الامل والتحق علاء بالقوات المسلحة وتمنى ان يحمل لقب شهيد من اول يوم مرت الاسابيع وتوجه الجندى الشجاع لاداء الخدمة العسكرية بمحافظة شمال سيناء واثناء استقلاله مدرعة امام مستشفى رفح المركزى طالته الايادى الرثة وازهقت روحه الطاهرة حيث خرج خفافيش الظلام وامطروه بالرصاص حتى فارق الحياة ولاذ الجبناء بالفرار وحمل علاء اللقب الذى تمناه منذ طفولته ونال الشهادة. بينما كان والده وامه واشقاءه الثلاثة يلتفون حول مائده الطعام كعادتهم لتناول طعام العشاء وهم يشاهدون التليفزيون سمعوا خبر استشهاد البطل وكادت الصدمه تقصف عمرهم وتطيح بعقولهم فقد اختطف الارهاب علاء اخر العنقود وخلا البيت المتواضع من اصوات ضحكاته ورحلت عنه الفرحة ابد الدهر. وقع خبر الاستشهاد على رأس عائله علاء كالصاعقة وكان جدران المنزل قد تهدمت فوق رؤسهم وعاد الحبيب ملفوفا فى علم مصر ليتوارى جسده الطاهر خلف الثري أصوات صراخ أمه كانت تشق القلوب وهى تنادى على آخر العنقود الذى كانت تشم رائحته على بعد مئات الأميال فقد كان أقرب أبنائها إلى قلبها ووعدته بأن يتزوج معها فى منزلها لأنها لا تقوى على فراقه ولو كان على بعد مائة متر بيعدا عنها، وراحت الأم الثكلى تسرد مميزات ابن قلبها وقالت أنه بالحق ابن موت فلم يغضب يوما ولم أسمع منه طوال سنوات عمره غير كلمة حاضر ونعم وكأنه كان يجهز للرحيل منذ طفولته وكان محبوبا بين أهالى قريته لدرجة أن الكثيرات من الجيران تقدمن لخطبته لبناتهن من دمث أخلاقه وحسن تصرفاته. وقالت أن علاء ربما كان يدرك أن ملك الموت يحوم حوله ففى زيارته الأخيرة لها لم يفارق أحضانها وجلب لها جزءا كبيرا من ملابسه وطلب منها أن تتصدق بها على الفقراء وأوصاها على نفسها وأبيه وطلب منها ألا تبكى رحيله إذا استشهد لأن تلك هى أمنيته وارتمى بين أحضانها وهو يذرف الدمع على نفسه وهو يرى أهله وجيرانه يحملون نعشه على الأكتاف وأجهش فى البكاء لأمه قائلا رغم أننى أتمنى الشهادة إلا أننى أخشى عليكى من عذاب فراقي. أما أبيه فقد انحنى ظهره بعد أن فقد ابنه المدلل علاء وراح يحتسبه عند الله شهيدا وأكد أن علاء كان يعلم أنه سيستشهد وأن آخر كلماته لى أننا لم ولن نركع للارهاب الاسود حتى أخر جندى وكلنا فداء لمصر .. فرددت عليه قائلا حماك الله ياولدى أنت وباقى زملائك .