الأوباش هم سفلة الناس وأراذلهم، وأوباش جمع وبش، والوبش الغوغاء، ووبش من الأوباش: هو من سفالة الناس وأراذلهم، وهناك من يقول بأن كلمة أوباش مأخوذة من اللغة القبطية، وتعنى العريان، الصعلوك، ووبش الكلام رديئه وسيئه، وقيل إن الوبش نوع من الجرب الذى يصيب جلد «الجمال»، وأيا كانت المصادر، فإن الكلمة تدل على من لا أخلاق لهم أو مبادئ، الأوباش لديهم تاريخ طويل وممتد. فى المجمل، فإن الأوباش والوبش ليس مرتبطا ارتباطا جوهريا بالبيئة الاقتصادية الاجتماعية، وإن كانت الأخيرة تنمى طباعهم إلا أنها ليست شرطا أساسيا، بمعنى أدق فسلوك الأوباش ليس سلوكا طبقيا، وإن كان الفقر هو من حواضنه المتعددة، وفى واقعنا فإن الوبش والأوباش اجتمعت فيهم جميع المقومات التاريخية للأوباش الأوائل، فهم مجتمعون متحدون بالفطرة على كل ما يحقق مصالحهم، ويحفظ كيانهم، بل إنهم عندما يوجدون فى أى هيئة أو وزارة أو مؤسسة يحولونها إلى عزب يرتعون فيها، يمتصون الحقوق، ويهدرون القانون العام لصالح قانونهم، وينحطون بالمكان والمكانة لأى منظومة إدارية أو قيمية لصالح التخريب والنهب، بتسفيه الرموز الدينية والحكام، بل وإهانتهم والتجاوز عليهم لخلق منظومة للخراب الذى هو الحاضنة الهدف لهم، لتكون المحصلة النهائية هى سيادتهم، وإسقاط المجتمع فالدولة. وإذا ارتبط فساد الأخلاق تاريخيا بالأوباش، فإن الإفساد والسلالات الجديدة من الفساد الجامع والهدف والمحدد لهم الآن، على الأصعدة كافة، وبلا أى رادع للأسف، وإذا أردت تقييم نجاح أو فشل دولة أو مؤسسة وهيئة حاليا أو مستقبليا، فاستخدم مقياس أخلاق الأوباش، ومن الدرجات فإنه من السهل معرفة مدى تماسك هذه الدولة أو تلك المؤسسة وهذا المجتمع، وإذا تسيد هؤلاء على المؤسسات واستفحلوا، فإننا بلا شك نعيش زمن الأوباش وعزبهم، وهو ما يجب تداركه قبل فوات الأوان، وتلك مسئولية ولى الأمر وأجهزة مكافحة الأوباش. لمزيد من مقالات محمد الأنور