من الظلم للحقيقة قبل أن يكون ظلما للرئيس عبد الفتاح السيسى أن ينزلق البعض إلى عقد مقارنة بين العام الأول لحكم السيسى والعام الأول والأخير لحكم الجماعة لأنه لا وجه للمقارنة بين النور والظلام والاستقرار بعد الفوضى. ربما يكون مفهوما أن تعزف فضائيات اسطنبول والدوحة الناطقة باسم الجماعة وفلولها على هذا الوتر الخبيث للإيحاء بوجود كفتى ميزان تسمح لهم بملء كفة الجماعة بالأكاذيب والخرافات ولكن الأمر ينبغى أن يكون مختلفا بالنسبة لأى وسيلة إعلام تحترم نفسها وتخدم قارئيها أو مشاهديها أو مستمعيها. كيف يمكن المقارنة بين عام أسود عاشته مصر تحت خطر الانهيار الكامل للدولة المصرية ومؤسساتها بعد أن حشدت الجماعة حلفاءها وأنصارها لقطع الطرق وتعطيل العمل فى المحاكم ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا وإقامة مستوطنات للاعتصام وترويع السلطة والناس فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة.. وبين عام استعادت فيه مصر حياتها الطبيعية رغم كل المحاولات الإرهابية اليائسة حيث استأنفت ورشة العمل والبناء دوران عجلاتها على امتداد أرض مصر بالتوازى مع تجديد وتأكيد اعتراف المجتمع الدولى بقيمة مصر ومكانتها الإقليمية والدولية. وإذا كان العام الأول لحكم السيسى لم يسلم من أزمات تفجرت ومشاكل تجددت فى الخدمات والاحتياجات المعيشية إلا أن المصريين بدأوا يشعرون بأن هناك أملا حقيقيا يلوح فى الأفق باتجاه حل مشكلة البطالة والتدرج حثيثا لتخفيف المعاناة فى قطاعات الصحة والمواصلات والكهرباء وقرب الوصول إلى صيغة مقبولة تحقق قدرا من التوازن المعقول بين الأجور والأسعار بعد أن أبدت القوات المسلحة استعدادها للمساهمة الجادة فى كل استحقاقات التنمية ورفع المعاناة عن المواطنين. وما أبعد المسافة بين عام كان يجرى فيه العمل على قدم وساق لاستقدام الإرهابيين من خارج مصر وتمكينهم من إقامة ملاذات آمنة لهم فى وديان وجبال سيناء وبين عام أجبرت فيه مصر العالم كله على احترام جرأتها وشجاعتها وإصرارها على دحر الإرهاب لكى تتجنب مصر والمنطقة والعالم بأسره خطر ذلك الوباء اللعين فى زمن معقول أظن أنه لم يعد بعيدا ولا مستحيلا! خير الكلام: هو عبء على الحياة ثقيل.. من يظن الحياة عبئا ثقيلا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله