أكثر ما يغيب عن فلول الجماعة ومطاريدها المقيمين داخل ستوديوهات فضائيات الجماعة فى «اسطنبول» أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وأن الشعب المصرى ليس منشغلا سوى بتوفير لقمة العيش الكريم وتحقيق العدالة وترسيخ الأمن الاجتماعى وضمان الحريات العامة، وأن أوهام عودة الرئيس «المعزول» باتت تجارة بائرة لا تلقى أى قبول سوى فى أذهان المغيبين وحدهم! هؤلاء الذين يوفر لهم أردوغان ملاذات آمنة على أرض تركيا ليعقدوا جلسات كوميدية للبرلمان المزعوم، ويشكلوا فيما بينهم ما يسمونه محكمة ثورة يقدمون دليلا جديدا على عمق الغيبوبة الفكرية والسياسية التى يعيشون فيها، وكانوا يريدون أن يفرضوها على مصر لولا عناية الله وتوفيقه التى باركت هبة الشعب العظيم يوم 30 يونيو. إنهم يتحدثون عن مصر غير مصر التى نعيش فيها عندما يزعمون أن مصر تنتفض بالمظاهرات، وأن الملايين يتأهبون ليوم الحسم الكبير فى 25 يناير المقبل، بينما واقع الحال شاهد على فجاجة هذه الأكاذيب! مصر التى يتعامون عن رؤيتها تنشد وبكل إصرار سرعة تحقيق معادلة الاستقرار والديمقراطية بالتوازى مع معادلة الحقوق المشروعة للمواطنين واستحقاقات التنمية المستدامة على امتداد الوطن حيث يجرى العمل على قدم وساق فى شق قناة السويس الجديدة وإنجاز آلاف الكيلو مترات من الطرق الحديثة بالتوازى مع تطهير بؤر الإرهاب فى سيناء والتأهب لإجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة. والمثير للضحك والسخرية ما تبثه فضائيات «اسطنبول» المتمصرة عن شروط تضعها الجماعة قبل إعلان قبولها لعروض المصالحة مع أن أحدا لم يعرض عليهم شيئا من هذا القبيل لأن قرارا كهذا ليس ملكا للنظام المصرى، وإنما هو ملك للشعب الذى يصعب عليه أن يبلع الطعم مرة أخري! والأشد غرابة أنهم بينما يطلقون بالونات المصالحة الوهمية يتوعدون غيرهم بالمشانق دون محاكمة ودون شفقة أو رحمة.. بل إن أحدهم قال - دون حياء - إنه يجب تدريب كوادر من المقيمين بالخارج لتولى مسئولية الأجهزة السيادية والحرس الجمهورى فور عودة المعزول للحكم... وياسبحان الله على الغباء الممزوج بشهوة الانتقام. خير الكلام: من يتوعد غيره اليوم.. سوف ينال الجزاء غدا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله