هذه المندبة التي يقودها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان بالتعاون مع قطر وبوقها الإعلامي المشبوه لذرف الدموع ولطم الخدود حول ما يجري في غزة من قتل وتدمير وهمجية ووحشية تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليست بالأمر المستغرب علي أردوجان وحلفائه في دولة قاعدة «العديد» المسماة بقطر. هؤلاء لا يبكون علي الدماء الفلسطينية الذكية وإنما يتباكون علي فشل مخطط توريط مصر عن طريق حماقة وغباء القيادة السياسية لحركة حماس التي رقصت بوعي أودون وعي علي أنغام وألحان فلول الجماعة ومطاريدها المقيمين في الدوحة واسطنبول والذين يعرفون مسبقا أن نتنياهو وعصبة المتطرفين في حكومته يترقبون أي خطأ فلسطيني لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد لكن هؤلاء المطاريد والفلول ومن يوفرون لهم ملاذات آمنة لا يهمهم شلالات الدم الفلسطيني التي ستتدفق بأدوات العدوان الإسرائيلي وهم كفيلون بتصوير مذابح الإسرائيليين في غزة علي أنها تمثل صمودا أسطوريا وتوازنا استراتيجيا. وإذا كان أردوجان وحلفاؤه في الدوحة قد بنوا رهانهم الخائب علي إمكان توريط مصر واستدراجها أو علي الأقل إحراجها والسعي باتجاه توظيف هذا العدوان الوحشي في خدمة فك طوق العزلة عن الجماعة وأذرعها المنتشرة في العالم العربي وأهمها حركة حماس فإن نتنياهو كان في انتظار الفرصة التي تلبي أهداف إسرائيل في ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية واستمرار الهروب من الضغوط الدولية المرتقبة بشأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين فضلا عما يوفره العدوان من جذب انتباه الشارع الإسرائيلي بعيدا عن الأزمات السياسية والاقتصادية الطاحنة التي تعيشها إسرائيل حاليا. وسواء كان هناك اتفاق أو توافق في الرؤي والأهداف والمقاصد بين أردوجان وقطر ونتنياهو فإن مصر أجهضت محاولة توريطها بطرح مبادرتها التي أيدها المجتمع الدولي بأسره ورفضتها حماس بتعليمات تركية قطرية كشفت عن المستور في مخطط التوريط الذي تحول بفضل الله إلي نصر سياسي ودبلوماسي استعادت به القاهرة دورها ومكانتها الدولية بعد أن صارت هي المقر والملتقي للأطراف والقوي الدولية الفاعلة! خير الكلام : لو أبصروا بعقولهم لتبصروا.. وعمي البصائر من عمي الأبصار! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله