يبدو أن الايام القادمة ستضع النقط على الحروف، وستمحو المساحيق البطولية عن وجه حماس، وخاصة بعد معرفة أن شرط حماس للتهدئة هو تدويل معبر رفح والشريط الحدودي بين مصر وغزة ليصبح تحت اشراف الاممالمتحدة، وربما لايعرف الكثيرون أن هذا الشرط كان طلب اسرائيل عام 2004 ورفضته مصر.. لذلك دعنا الان نربط الاحداث بعضها ببعض لنفهم الدور المطلوب من حماس، ولنبدأ من دعوة افرايم هاليفي للهدنة مع حماس بتاريخ 26 مايو 2006 في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت عقب اجتماعه بخالد مشعل، معتبرا الهدنة طويلة الأمد بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية برئاسة حماس خيار يستحق الدراسة. وعقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية قام الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر بإرسال طائرة خاصة لمشعل أثناء تواجده في القاهرة لمقابلة رئيس الموساد أيالون عندما كان في زيارة لقطر.. (هذا هو خالد مشعل الذى طلب مؤخرا نخوة الجيش المصرى. ثم رفض مبادرته عندما لم تحقق أهدافه)، مع الأخذ فى الاعتبار تأكيد أحد كبار مسئولي وكالة المخابرات المركزية السابق أن الاتصالات بين الموساد وحماس تعودِ إلى السبعيناتِ عندما زوّدتْ وكالةَ المخابرات الإسرائيليةَ المنظمات الخيريةِ الاجتماعية الفلسطينية بالأموال، ثم واصلَ الموساد مُسَاعَدَة حركة حماس ظنا منه انه سيجعلها بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية ومنافساً دينياً قوياً موجهاً لتَقسيم منظمة التحرير الفلسطينية ...ويجب ربط تلك الاحداث بموافقة الحركة على اتفاق التهدئة مع إسرائيل برعاية مصرية في 20 نوفمبر 2012 بوقف أى أعمال عدائية من غزة ضد اسرائيل، وبذلك ضرب الحمساويون «الذراع المسلح للاخوان المسلمين «عصفورين بحجر الاول وهو الاهم التأكيد ان وجود الاخوان المسلمين فى مصر يصب أولا وأخيرا فى صالح أمن إسرائيل وما تريده أمريكا، والثانى العمل على الارتفاع المستمر لقوة الليكود (وهو مايحدث الان أيضا )، ومع اختفاء الاخوان والتخلص منهم فى مصر ،أصبح من مصلحة الليكود و حماس خرق الهدنة، واستخدمت كل الوسائل لتحقيق ذلك بداية من وضع السم فى العسل فى مقولة مشعل: (إن الحركة تأمل في الأمة العربية خيرًا تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتنتظر نخوة جيش مصر العظيم لأمته العربية) وتبع ذلك رفض المبادرة المصرية نفسها ،وليذهب الشعب الفلسطينى الاعزل الى الجحيم وليذبح ويحرق الآلاف من الاطفال والنساء، فهذا لايعنى شيئا طالما أن قادة حماس واهلهم ينعمون بالامان فى قطر وتركيا، ولا مانع من تدمير البنية التحتية وتشريد السكان في غزة بينما لم تتعد خسائر إسرائيل سوى شخص واحد، فالايام القادمة ستحمل الملايين من أجل أعادة بناء غزة والجميع يعرف أن معظمها يذهب الى جيوب مناضلى الميكروفونات من قادة حماس. والمضحك المبكى وسط كل هذا أن حركة حماس أعلنت أنها تنتظر مبادرة قطرية تركيا لتكون بديلاً عن المبادرة المصرية التي تبنتها الجامعة العربية. وإذا فكرنا مَن المستفيد مما يحدث الان سنجد أنهما الحكومة الإسرائيلية و حماس، فبتلك الحرب يستطيع نتنياهو والليكود واليمين الإسرائيلي حل مشاكلهم الداخلية مع أحزاب اليسار ويسار الوسط، وإنقاذ نتنياهو في الانتخابات القادمة فاستطلاعات الرأي أظهرت ارتفاع نسبة تأييد الليكود بشكل كبير خلال أسبوع الحرب، وهذا ما يحدث بالورقة والقلم مع كل هجوم اسرائيلى على غزة أو الجنوب اللبنانى إلى جانب أن نتنياهو سيحافظ على حليفته حماس فكما قال الجيش الإسرائيلي إن هجومه البري في قطاع غزة لايستهدف سوى ضرب البنية التحتية لحماس في عدة مناطق في مختلف أنحاء قطاع غزة! والسؤال الاهم الان لماذا الاصرار على فتح معبر رفح بدون شروط أو تدويله ,خاصة أنه أحد المعابر السبع مع غزة ولماذا لايوافق الحمساويون على اقتراح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإرسال بعثة أوروبية للإشراف على المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، وخاصة أن تفعيل المهمة الأوروبية على المعابر حول قطاع غزة سيسمح بالمساعدة على إحلال تهدئة طويلة تلبي الاحتياجات المشروعة للجانبين في مجالي الأمن والعبور.. الواقع يقول إن حماس لاتفكر سوى فى معبر رفح فقط فهو الهدف لاختراق الحدود المصرية وتحقيق الحلم الاخوانى بتمكين الفلسطينيين من سيناء ولعل هذا ما فسره محمد دحلان القيادي الفلسطيني، بقوله: «أن أختزل حصار غزة فى اغلاق معبر رفح فقط، ماهو الا تخفيف عبء مقصود من قادة حماس عن إسرائيل». فالمعابر القانونية لقطاع غزة هي معابرها مع الضفة الغربية و إسرائيل هي المسئولة حتى الآن عن قطاع غزة بصفتها قوة احتلال وليست حماس أو السلطة الفلسطينية، والقانون الدولي يلزم إسرائيل بمسئولية قطاع غزة بصفتها قوة احتلال، ولكن حماس لاتشغل بالها بذلك وكل همها هو معبر رفح وتوريط القيادة المصرية.. وإذا لم يحدث هذا فالسهام معدة لإطلاقها على قلب مصر بالكلام عن تخاذل وعمالة الانقلاب فى مصر، متناسين أن ما يطلقون عليه انقلاباً الان كان مشعل من أيام قليلة يطلب نخوته.. ولكن ماذا نقول عن أناس يغيرون كلامهم وتصريحاتهم تبعا لاهداف خستهم وعمالتهم. وهل ننتظر من قادة حماس الذين يناضلون بالريموت كنترول عبر جثث أطفالهم الا مزيداً من الوضاعة والتبعية للصهاينة.. إن حماس التى تواجدت لتفريق كلمة الفلسطينيين وقتلت ونكلت بكل من خالفها الرأى من أبناء شعبها، مستمرة على درب العمالة ،ولك الله يافلسطين.