لأنه ليست هناك عداوة دائمة وإنما هناك مصالح متجددة انطلقت منذ عدة أشهر جهود حميدة ومساع طيبة لخادم الحرمين الشريفين هدفها تنقية الأجواء بين مصر وقطر. وإذا كان الفضل يذكر لخادم الحرمين لدعم ومساندة مصر والسعى بصدق لاستعادتها لدورها كشقيقة كبرى للعرب جميعا فإنه يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى تجاوبه الفورى والمطلق مع المبادرة السعودية منذ اللحظة الأولى رغم وجود تيار عريض فى الشارع المصرى ليس متحمسا للمصالحة بعد كل الذى جرى فى أعقاب ثورة 30 يونيو ولكن السيسى ارتفع فوق كل ما ناله شخصيا من إساءات وتعامل مع الأمر بروح المسئولية الوطنية والقومية تقديرا لمكانة العاهل السعودى ولثقة الرئيس فى أن شعب مصر سوف يتفهم هذا التجاوب باتجاه المصالحة وينتظر أن يرى خطوات جادة وإيجابية من جانب قطر التى كانت البادئة بتوتير العلاقات مع مصر سواء سنوات ماقبل 25 يناير 2011 أو ما بعد 30 يونيو 2013 على عكس ما بدر منها من رغبة فى التودد والتقارب مع مصر طوال عام حكم الجماعة. والحقيقة أن مصر لا تريد شيئا من قطر سوى وقف كل أشكال الدعم للجماعة وحلفائها الذين يسعون لضرب الاستقرار وخصوصا فى مجال الإعلام الموجه الذى يمارس استفزازا لمشاعر المصريين وإهانة اختياراتهم التى حددوها فى بنود خارطة المستقبل خصوصا وأن مصر لم يصدر عنها لوم أو عتاب بسبب إلحاح قطر على سحب وديعتها الدولارية مثلما أنه ليس لدى مصر أية حساسية من تأسيس مجلس للتعاون الاستراتيجى بين قطر وتركيا فى ظل مجاهرة أنقرة ورئيسها رجب أردوغان بفجاجة التطاول على مصر وقيادتها المنتخبة بإرادة شعبية كاسحة لأن مصر ترى أن لكل دولة الحق فى تحديد بوصلتها طالما أن هذه البوصلة لا تشكل محورا معاديا لمصر. وظنى أن خطوة وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر تمثل علامة طيبة وإيجابية يمكن البناء عليها والشروع بجد فى طى صفحة الماضى وعدم النبش فيها مجددا من جانب وسائل الإعلام لقطع الطريق على أردوغان وفلول الجماعة فى فضائيات اسطنبول الذين يراهنون على إمكانية نسف المصالحة بتكثيف الدق على أوتار وطبول حملات التراشق فى زمن الأزمة! خير الكلام: لو كان لومك نصحا كنت أقبله.. لكن لومك محمول على الحسد ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله