كلما لاحق الفشل الرئيس التركي رجب أردوغان يتصاعد سعاره ضد مصر من خلال الهجوم الوقح علي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أفشل الحلم التركي باستعادة السيطرة علي ما يعتبرونه المجال الجغرافي الحيوي لتركيا في بسط النفوذ علي الجنوب العربي المسلم المجاور لتركيا. ولعل أكثر ما يزعج أردوغان هذه الأيام ويزيد من مخاوفه هو الخشية من أن تنسلخ قطر من الحلف الذي يضمها مع أنقرة وجماعة الإخوان بأفرعها المنتشرة في العالم العربي لتصبح تركيا معزولة تماما في الفضاء العربي وليس في أيديها أي أوراق تلعب بها إقليميا مهما تزايد إنفاقها علي جعل اسطنبول مركزا ومقرا للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان. ولأن رجب أردوغان مقامر بطبعه فإنه يتوهم إمكانية اللعب بورقة حركة حماس في غزة كذراع عسكرية له في الفضاء العربي مثلما تلعب إيران بورقة حزب الله في لبنان كذراع عسكرية للحلم الفارسي الذي يتصادم ويتناقض تاريخيا مع الحلم العثماني. ويبدو أن ثمة إشارات مزعجة التقطها أردوغان بعد نجاح الشعب المصري في إزاحة حكم الجماعة بفضل ثورة 30 يونيو وأبرز وأهم هذه الإشارات في تخلي واشنطن عن كامل اعتمادها علي اللاعب التركي في الساحة العربية حيث كانت أنقرة تستخدم ورقة ارتباطاتها المريبة مع حكم الجماعة في مصر لإقناع أمريكا بقدرتها علي تحقيق صفقة ثنائية المنافع تلبي أهداف ومقاصد أمريكا في نشر الفوضي بالمنطقة من ناحية وتوفر لأنقرة استعادة النفوذ العثماني القديم. والخلاصة أن أردوغان لم يعد يملك من أوراق المساومات الإقليمية شيئا يمكن التعويل عليه لدي القوي الدولية الكبري وفي مقدمتها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي خصوصا وأن أصواتا محسوسة بدأت تضيق ذرعا بسياسات القيادة الحالية لحركة حماس والتي فرغت الحركة من المضمون الصحيح للمقاومة منذ أن ربطت كل خيوط حركتها بتوجيهات مكتب الإرشاد الخاضع تماما منذ سنوات لأوامر الوالي التركي. وظني أنه لو تمت ترجمة قرارات قمة الخليج الأخيرة إلي أفعال وعادت قطر إلي بيتها العربي فإن أفول الدور التركي مرشح لأن يتحول إلي سقوط ذريع لأردوغان! خير الكلام: الصداقة عند البعض تدوم مادام الكيس متخوم ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله