س: ما أهمية زيارة السيسي لروسيا في هذا الوقت العصيب؟ ج: بعيدا عن النتائج الإيجابية لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي وتطابق الرؤي تجاه الأزمات المتفجرة في المنطقة وفي مقدمتها قضية مكافحة الإرهاب ينبغي النظر إلي الجذور المشتركة بين السيسي وبوتين في الأفكار والرؤي والظروف المتشابهة لاعتلاء كليهما سدة الحكم وطموحاتهما المشروعة لإحداث التقدم المشروع لشعبيهما حيث يجمعهما إرادة الإصرار علي توظيف فرصة الإمساك بزمام القيادة للسيطرة علي السفينة لمنع انحرافها وضمان انطلاقها إلي الأمام فقط... وباختصار فإن السيسي وبوتين من تلك النوعية النادرة من القادة والحكام الذين يملكون أدوات القدرة علي التغيير دون مبالاة أو اهتمام بحملات التشويه والتجريح سابقة التجهيز معلومة المصدر! س: من هي القوي الأساسية الداعمة لتنظيم «داعش» الإرهابي؟ ج: كل الدراسات والبحوث والتقارير الدولية الموثوق بها وضمنها مراكز البحوث الأمريكية تشير إلي رجب طيب أردوغان علي أنه الراعي الأكبر لهذا التنظيم تحت وهم الاعتقاد بأن نشر الفوضي والخراب وإسقاط الدول العربية سيوفر الفرصة الملائمة لنشوء إرادة دولية تستدعي تدخل الجيش التركي وبذلك تبدأ الخطوة الأولي لإحياء حلم الخلافة العثمانية. س: هل هناك أمل في سرعة خروج الأمة العربية من أزمتها الراهنة التي تقترب من تهديد الهوية وتغيير الحدود؟ ج: أظن أن قمة الرياض الأخيرة بين السيسي وخادم الحرمين مجرد بداية لدعوة الأمة العربية لوقفة مع النفس والذات لإجراء عملية جرد شاملة ومراجعة جذرية ونقدية لأخطاء الماضي التي زادت من شهية مطامع الآخرين في بلادنا وثرواتنا وأن يصحب ذلك صحوة فكرية وثقافية لتجديد الفكر ومحاربة الخرافات وأهمها خرافة التستر بالدين التي سمحت لمثل تنظيم «داعش» الإرهابي أن يكون عنوانا لحلم إحياء الخلافة الإسلامية!. س: هل مازالت هناك فرصة للمصالحة مع الجماعة لوقف المناكفات التي تتراوح بين التظاهر المحدود والتفجيرات الصبيانية؟. ج: الدولة لم تمانع منذ اللحظة الأولي بعد قرارات 3 يوليو في إبداء القبول لاحتواء العناصر المعتدلة ولكن الجماعة أهدرت الفرصة مرة تلو أخري... وعموما فإن تاريخ الجماعة يشهد بسجل ممتد من التفاهمات والصفقات منذ نشأتها بدءا من أيام الملك فؤاد ثم الملك فاروق وبعد ذلك مع الرؤساء نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك. http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله