عرف الإنسان كحل العينين منذ القدم، واستخدمه كعلاج لبعض الأمراض. ومستحضر لتجميل العينين خصوصا فى أثناء المناسبات المختلفة ويستخدمه الكبار والصغار خصوصا الأطفال الرضع والنساء والرجال وحديثا برزت خطورة كحل العينين كمادة سامة حيث تبين أن بعض أنواعه تحتوى على كميات عالية جدا من الرصاص تصل إلى 90%، ومعلوم أضرار الرصاص وخطورة التسمم به، فهو أحد العناصر المعدنية الثقيلة والسامة وقد يتلوث جسم الإنسان من عدة طرق كالهواء والغذاء ومياه الشرب والتربة ويتلوث كذلك من مستحضرات التجميل التى تصيب مستخدمها خاصة المرأة والرضيع وقد عرف التسمم بالرصاص منذ آلاف السنين وذكره أطباء قدامى جدا وقالوا إنه عندما يلوث الجسم ويتوزع فى مجرى الدم عن طريق الجهاز الهضمى فإنه يسبب هشاشة العظام حيث يحل محل الكالسيوم مما يقلل تركيز مستوى الكالسيوم فى الجسم، كما أنه يسبب شلل الأعصاب ويؤدى إلى الفشل الكلوى. وبينت نتائج تحليل عينات الكحل فى السوق أنها تحتوى على الرصاص وبعضها يحتوى على الزرنيخ والبعض الآخر يحوى بالإضافة إلى السابق عنصر الكادميوم وكلها سموم معدنية خطيرة على الجسم. وأن ما يدعو إلى العجب ما يكتب على الورقة المغلفة لعبوة الكحل بكلام معسول يجعل ويشعر المستخدم بأن الكحل آمن نافع وخال من الأضرار، و لكن بتحليل الكحل البودرة وجد أنه يحوى نسبة عالية جدا من الرصاص السام 33 ملليجرام / كجم ثلاثا وثلاثين مرة من النسبة المسموح بها، وكذلك يحتوى على الزرنيخ السام 1 ملليجرام / كجم وهى نسبة أكبر من ضعف المسموح به، ونسبة عالية من الزئبق السام 3٫4 ملليجرام / كحم أربع مرات من النسبة المسموح بها. ويبقى القول إن العين نعمة عظيمة من الخالق ولابد لنا أن نحافظ عليها. د. عوض حنا سعد اسكندرية