قيمة مدرسة الأهرام الصحفية كبيرة وعريقة، كمدرسة صحفية محافظة، ظلت منذ إنشاءها حريصة على التنوير والتثقيف ونشر الوعي والفكر والارتباط بقضايا الوطن والمجتمع عبر تاريخ طويل ممتد منذ ما يقرب من 139 عامًا. وتربت وعاشت أجيالًا عديدة في مصر والدول العربية على صحيفة الأهرام ، والتي صارت مصدرًا للخبر الصادق والأمين، والمعرفة الإنسانية ، والاهتمام بقضايا وهموم مصر ،وطموح وأحلام الوطن العربي والتحديات التي واجهته ، وتفاصيل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ، حتى صارت ديوانا للحياة المعاصرة بكافة ملامحها. وأقامت الأهرام شبكة كبيرة من المراسلين الصحفيين ومكاتب لها في الخارج بغالبية الدول العربية والأوروبية، لنقل المعلومات والبيانات الصحيحة للمواطن في مصر والعالم العربي ، لكى لا يظل أثيرا لتدفق المعلومات من وكالات الأنباء العالمية في اتجاه واحد من دول الشمال إلى الجنوب ،لتكون للأهرام المعالجة الصحفية التي تتفق مع أولويات وأهتمامات الشعب المصري والعربي. وحرصت مؤسسة الأهرام على التنوع فى أصداراتها الصحفية وأصدرت 17 صحيفة ومجلة متخصصة يومية وأسبوعية للشباب والمرأة والطفل والكمبيوتر والديكو، كما أصدرت أول طبعة دولية للمصريين والعرب المقيمين بالخارج، تلتها طبعة عربية للمصريين بالدول العربية، وصحف ناطقة باللغة الأنجليزية والفرنسية ، وانضمت إليها مؤخرًا مجلة وجريدة زراعية، وبوابات صحفية الكترونية تتناسب مع ثورة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتزخر الأهرام ب11 مركزًا متخصصًا بحثيًا أكاديميا وجامعة علمية، فضلًا عن وجود نحو 16 شركة استثمارية بها، وهو ما جعل عدد من رسائل الماجيستير والدكتوراه والبحوث والدراسات فى الأعلام تتناول تاريخ ودور الأهرام ، وأسلوبها التحريرى فى الكتابة الصحفية وقدراتها الأقتصادية. كما أقامت مؤسسة الأهرام أكبر مطبعة صحفية ، وجهاز ضخم لتوزيع الصحف داخل مصر، وتميزت بطباعة معظم الصحف والمجلات الأسبوعية والشهرية والحزبية والمستقلة، لتصل للقارئ في أي مكان داخل مصر. وقدمت مؤسسة الأهرام أفضل أبنائها لعضوية مجلس نقابة الصحفيين على مر تاريخ النقابة، والذين قدموا جهودًا مخلصة ومتواصلة في خدمة مهنة الصحافة والصحفيين . وواجهت الأهرام تحديات صعبة مثل كافة المؤسسات الصحفية فى مصر ، منذ الأزمة المالية العالمية في 2009 مرورًا بثورتي 25 يناير و30 يونيو، لكنها ظلت قوية ومتماسكة لكي يستمر عطاءها كما هو فياضا ، لخدمة القارىء فى مصر والوطن العربى ، هذة مجرد لمحة بسيطة عن أهم وأعرق وأكبر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط ، وأحد أهم المؤسسات الصحفية فى العالم ، ونحن نستعد للاحتفال بقرب دخولها عامها المائة والأربعون منذ تأسيسها. لمزيد من مقالات عماد حجاب