بالرغم من النجاح الذى حققته مسلسلات السير الذاتية خلال السنوات الماضية، وكان أبرزها «أم كلثوم» و«قاسم أمين» و«مصطفى مشرفة» فإن هذا النوع من الأعمال الدرامية يشهد اختفاء منذ فترة، بالرغم من أهمية دراما السير الذاتية سواء ما نجح منها أو ما لم يحقق النجاح المطلوب فإن هذه النوعية من الدراما لها دور فى خلق النموذج والقدوة والتعلم من خبرات السابقين ونجاحاتهم، وحول ذلك تقول المخرجة إنعام محمد على أشهر من قدمت مسلسلات السير الناجحة: إن مسلسلات السير الذاتية تحتاج إلى إنتاج ضخم وإمكانات كبيرة لأنها تعتبر توثيقا للتاريخ وتثقيفا ومرجعا لطلبة المدارس وتسهم بخبرة هؤلاء الكبار فى بناء رموز المجتمع مثلما حدث فى مسلسلات «أم كلثوم» و«مصطفى مشرفة» و«قاسم أمين» التى لاقت نجاحا كبيرا. وتضيف: الجهات الحكومية التى تتولى إنتاج مثل هذه الأعمال أصبحت تعانى الأزمات المالية وهذه النوعية من الدراما تحتاج إلى ميزانية عالية وهذا هو سبب ابتعاد المنتجين،، لأنها أعمال تحتاج إلى تحضير وتجهيز كبير وطاقات بشرية هائلة، لأنها أعمال تجسد تاريخ مصر، وبالتالى لابد من تقديمها بشكل لائق حتى تحقق النتائج المطلوبة منها. وأشارت إنعام محمد على إلى أنه لابد أن يكون الإنتاج حكوميا حتى ينجح العمل خاصة أن المشاكل الإنتاجية كانت هى السبب فى عدم خروج الكثير من مشاريع الأعمال التى أعلن عنها فى السابق للنور. وقال المنتج صفوت غطاس: إن الفنانين والقنوات الفضائية يفضلون مسلسلا اجتماعيا عاديا على عمل درامى من نوعية السيرة الذاتية، لأنها ليست بالضرورة كلها تلقى النجاح وهى محفوفة بالمخاطر كما أنها كانت موضة فى وقت من الأوقات بالإضافة إلى أن القنوات الفضائية والموزعين لا يرحبون بمسلسلات السير الذاتية فى أغلب الأحيان. وأضاف: هذه النوعية من المسلسلات لم تكن موجودة بكثرة فى السابق، والفنان الذى سيجسد الشخصية سيدخل فى مقارنة كبيرة مع الشخصية الحقيقة، وبالتالى عليه أن يكون بارعا فى أدائها حتى يقتنع به الجمهور كما أنها أعمال تحتاج إلى تحضير وتجهيز كبير وطاقات بشرية هائلة، لأنها تجسد تاريخ مصر، وبالتالى لابد من تقديمها بشكل لائق حتى تحقق النتائج المطلوبة منها. ويقول الناقد طارق الشناوى: إن مشاهد التليفزيون وصل إلى حالة التشبع من هذه النوعية من الأعمال بمعنى أنه ليس هناك المزيد من السير الذاتية التى يمكن أن تحقق رواجا أو نجاحا مثل أم كلثوم ومصطفى مشرفة وغيرهما، كما أن تكرار الشخصيات فى عدد من المسلسلات أصبح يشعر المشاهد بالملل من مسلسلات السير الذاتية وتحتاج إلى مجهود كبير قد يصل إلى سنوات من أجل البحث وتدقيق المعلومات وخصوصا المعلومات التاريخية، وذلك كله قبل كتابة النص الدرامى نفسه، وبعدها تبدأ رحلة البحث عن المنتج الذى يتحمس للعمل وهناك كثير من أعمال السير الذاتية توقفت لاعتبار الإنتاج حجر عثرة أمام تنفيذه حتى الآن، ومنها مسلسل «طلعت حرب».