الترجي يخسر من فلامنجو في افتتاح مشواره بكأس العالم للأندية    ماكرون يعلن عن عرض أمريكي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    موعد مباراة الأهلي القادمة أمام بالميراس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    «غاضب ولا يبتسم».. أول ظهور ل تريزيجيه بعد عقوبة الأهلي القاسية (صور)    ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية ب بني سويف 2025 يقترب (خطوات الاستعلام رسميًا)    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    فاروق حسني يروي القصة الكاملة لميلاد المتحف المصري الكبير.. ويكشف رد فعل مبارك    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    مشروعات قوانين بالكونجرس الأميركي لمنع الانخراط في حرب مع إيران    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    «ريبيرو السبب».. شوبير يُفجر مفجأة بشأن أزمة «تسخين» أشرف بن شرقي    أمطار ورياح اليوم.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    «إرث الكرة المصرية».. وزير الرياضة يتغنى ب الأهلي والخطيب    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    تشكيل بروسيا دورتموند المتوقع أمام فلومنينسي في كأس العالم للأندية    تفاصيل العملية الجراحية لإمام عاشور وفترة غيابه    خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    أسعار الخضار والبطاطس ب الأسواق اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    عيار 21 يفاجئ الجميع.. انخفاض كبير في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 17 يونيو بالصاغة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    «إسرائيل انخدعت وضربتها».. إيران: صنعنا أهدافا عسكرية مزيفة للتمويه    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    مباحث الفيوم تتمكن من فك لغز العثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري    محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المواطنين بالإكراه ببولاق أبو العلا اليوم    العثور على جثة مسنّة متحللة داخل شقتها في الزقازيق    حرب إسرائيل وإيران.. البيئة والصحة في مرمى الصواريخ الفرط صوتية والنيران النووية    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    تركى آل الشيخ يزور الزعيم عادل إمام ويعلق: بصحة جيدة وشربت عنده أحلى كوباية شاى    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    أخبار 24 ساعة.. الوزراء: الحكومة ملتزمة بعدم رفع أسعار الوقود حتى أكتوبر    النحاس: زيزو منحنا انطباع أنه لن يستمر في الملعب أكثر من 60 دقيقة    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    مسئول بالغرف التجارية: التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسعار الغذاء.. والمخزون الاستراتيجي مطمئن    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية الثانية للنظام الجديد والاقتصاد والاحصاء القديم.. اليوم    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    محافظ الإسماعيلية يتفقد مستشفى القنطرة شرق المركزي والمركز التكنولوجي (صور)    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يدشنان القافلة الطبية المتكاملة بمنشأة سلطان    الصحة: لا نعاني من أزمة في أعداد الأطباء.. وبدء تحسين أوضاع الكوادر الطبية منذ 2014    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبدعون فى حالة استنفار.. وأخشى نفاق المنتجين للنظام
نشر في صباح الخير يوم 20 - 11 - 2012

من الجميل أن ترى إنسانا لديه مشروع لحياته وعمله أداة لتحقيق هذا المشروع والأجمل عندما يكون هذا الإنسان مبدعا يمتلك أدواته.. لا يخطئ رسالته.. يرفض ويقبل بإرادته.. من لديه هذه القناعات فهو شخصية تستحق الوقوف أمامها تقديرا لأعمالها.. التى تصر على أن تكون حجرا يلقى ليحرك بحيرة الجهل الراكدة .. إنها المخرجة (إنعام محمد على) صاحبة الرصيد الكبير من الأعمال الدرامية التى تركت آثارا جميلة على جيل بأكمله وستترك إرثا معطرا للأجيال القادمة فقد تخلصت من شيزوفرنيا الفن فى مصر لتعمل فى ما تقتنع به فقط فهى مخرجة مناضلة هدفها ليس النجاح الجماهيرى تؤمن بأن المبدع لديه واجب وطنى كبير أكبر من مجرد رضا مزاج المشاهد، فالمبدع الحقيقى هو من يقدم فنا من أجل حركة مجتمعية وليس من أجل شباك تذاكر.

«صباح الخير» التقت بها فى منزلها الذى بدا وكأنه دولاب كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير أبرزها جائزة الدولة التقديرية التى تكن لها اعتزازا خاصا.. لأنها أول مخرجة تحصل على هذا الشرف العظيم بعد صلاح أبوسيف ويوسف شاهين.. وكل هذه الجوائز توثق لمشوارها الفنى الطويل.
∎ دخلت الدراما التليفزيونية بيوتنا من بوابة القطاع العام والآن كيف ترى المخرجة إنعام محمد على المنافسة بين القطاع الخاص والعام فى مجال إنتاج الدراما؟

- الدراما أصبحت أثيرة للقطاع الخاص ومزاجه.. ففى الماضى كانت الأجهزة الحكومية هى المسيطرة على عمل خطة القطاع العام.. فإلى جانب الأعمال الخفيفة التسويقية كان يمكن إنتاج أعمال ذات الموضوعات التثقيفية التى يمكن اعتبارها وثيقة للأجيال.. والتى لا يقبل عليها القطاع الخاص.. وكان هناك نوع من التعادل فى دور الدولة.. فالتليفزيون يربى أجيالا وكل بلد له ظروفه الثقافية الخاصة ومصر بلد نامٍ وفيها أكثر من 40٪ أميون.. والتليفزيون فى مصر جهاز أساسى فى كل بيت مصرى.. فخلال جولاتى فى الصعيد دخلت بيوتا كثيرة لا يوجد فيها سوى حصيرة وتليفزيون.. ويعتمدون على كل مصادر المعلومات من هذا الجهاز فعندما يأتى القطاع الخاص وينتج أعمالا درامية ويختارون أكثرها جلبا للإعلانات والأرباح.. فتكون الدراما خفيفة وتافهة ولا يفكرون فى تأثير ذلك على المشاهد الذى يجلس فى كوخ ويقيم فى أقصى الصعيد ولا يمتلك من الأساس غير هذا التليفزيون.

حتى 15 عاما مضت كانت أجهزة الدولة كلها مسيطرة على الإعلام، وهو سلاح ذو حدين فيما يتعلق بالمواد السياسية كان هناك سقف للحرية.. ولكن فى الدراما كانت هناك خطة تحقق ثلاثية الثقافة والتربية والترفيه.. ولكن الآن تراجعت كل من الثقافة والتربية، فدراما رمضان هذا العام 2012 بها كم من البذاءات والألفاظ والسلوكيات الفجة وكرسنا ذلك للمشاهد والعادات التى ضجت منها الناس وسماها المنتجون والمخرجون الواقعية ولكن ليس هذا دور الدراما وإنما دورها الارتقاء بذائقة المشاهد.

∎ هل ترى أن فى ذلك مؤامرة أم أنها نظرية العشوائية فى الفن أم أنها نتيجة لقلة المبدعين؟
- أرى أن العشوائية هى السبب فالدراما يمكن أن يكون لها تأثير كبير على عقلية المشاهد ويمكن أن أحقق ثلاثية نجاح العمل الدرامى وهدفه من خلال التربية والتثقيف والترفيه..

∎ هل من المفروض أن تظل الدولة داعمة للدراما أم تتركها للقطاع الخاص؟
- فى بعض الأعمال لابد أن تظل الدولة داعمة للدراما حتى لا تخلو الدراما منها، وهى الدراما التى تساهم فى إذكاء الوعى الوطنى وقيمة الانتماء وتعتبر نوعا من الوثائق والتسجيل لتاريخ مصر أو تقدم شخصيات مهمة فى المجتمع، ففى مسلسل قاسم أمين لم أقدم قاسم أمين فقط ولكنى قدمت عشر شخصيات أخرى لا تقل أهمية عنه بخلاف القضايا الأخرى المهمة وهذه أعمال هامة خاصة أن التاريخ لا يدرس حاليا أو يدرس بشكل مبتور جدا أو بشكل غير محايد وبشكل زائف لذلك لابد من أن تتدخل الدولة بشكل داعم، فالجهات الحكومية الموجودة حاليا كصوت القاهرة ومدينة الإنتاج ليست فى أحسن حالاتها وأصبحوا الآن ينتجون الأعمال التافهة التسويقية غير المكلفة.

∎ قبل الثورة كان يوجد مجلس أمناء خاص للمدينة كانت مهمته قراءة وتقييم الأعمال للارتقاء بالدراما المصرية هل لا يزال موجودا حتى الآن؟
- هو موجود ولكن بصورة شكلية، فهذه هى مشكلة بلدنا فى كل شىء وليس الدراما فقط فكل اللجان الموجودة حاليا على جميع المستويات هى لجان شكلية لا تأثير لها ولا يوجد لها دور فعلى.. ولا تخرج توصياتها لحيز التنفيذ وهذا لا يتوقف فقط على الجهات الحكومية.. وحتى الجهات الخاصة أيضا لجانها صورية.

∎ هل المشاهد المصرى له مزاج معين يمكن تحديده فى الدراما أم أن مزاجه مزاج عشوائى من الصعب تحديده؟
- الحقيقة على سبيل المثال فى مسلسل الدكتور على مشرفة لم يكن النجاح يعتمد فقط على مزاج المشاهد ولكن الجهات المعنية بالأمر «أيضا» فالدولة بوجه عام والمؤسسات العلمية كان عليها دور لم تقم به، ففى مسلسل أم كلثوم كان هناك رد فعل أقوى وهذا ليس معناه أنه عجبهم أم لا ولكن تم إنشاء متحف لأم كلثوم وأقيمت عدة ندوات فكان لابد من إعادة د.مشرفة للأذهان، فنحن فى نهاية المسلسل نوهنا لضرورة امتلاكنا للطاقة النووية حتى لا يصيبنا الخضوع والضعف، وهناك موضوعات يتم وضعها فى إطار درامى ليس بهدف مزاج المشاهد فقط ولكنها تستهدف حركة مجتمعية فتلقى حجرا فى المياه الراكدة فلابد من وجود مسلسلات ترسل رسالة للمجتمع وليس للمشاهد فقط، فأنا اخترت شخصية مشرفة بعد أن وجدت طلاق بيننا وبين العلم فلن يحدث نهضة أو تنمية بدون العلم.. فأنا مقتنعة أنى لى دورا وأجندة لابد أن أنتهى منها.. لذلك بعد النجاح الكبير لمسلسل (قصة الأمس) رفضت إخراج عمل مشابه له وصممت على إخراج مصطفى مشرفة.. فالماجستير التى حصلت عليها عنوانها كان «الدراما التليفزيونية ودورها فى التطوير الاجتماعى» وأنا أحاول تحقيقها بشكل عملى من خلال أعمالى.. ومنها أعمال السير الذاتية أو الأعمال الاجتماعية أو الوطنية.. كلها تسير فى نفس الإطار بداية من مسلسل «هى والمستحيل» والذى كان يناقش مشكلة محو الأمية وكيفية تحويل المشكلة من مانشسيت فى الجرائد لدراما.

∎ إلى أى حد يمكن للدراما التى تتحدث عن الشخصيات العامة أن تغير فى الواقع، فعلى سبيل المثال الملك فاروق تم تناول شخصيته بشكل متناقض فى أعمال درامية مختلفة؟
الملك فاروق لم يكن ملاكا وإلا لما كانت قامت الثورة وفى النهاية فإن تناول شخصيات معينة قد تتحكم فيها وجهات نظر.

∎ لكن من المفترض ألا يعبر المسلسل التاريخى عن وجهات نظر.. فقط يرصد وقائع؟
الدراما ليست عملا فوتغرافيا ولكنك تنقليه من وجهة نظر تريدين إبرازها ولكن عندما تتحدثين عن واقعة تاريخية لابد أن تكون الواقعة صحيحة.. فلا يوجد لدينا ما يؤرخ الحياة الشخصية اليومية للشخصية العامة التى يتحدث عنها العمل الدرامى، فهى أحداث لم تسجل وأغلبها يعتمد على خيال المؤلف فهذه الأعمال تسجل الأحداث التاريخية العامة أو مواقف معينة مرتبطة بظروف معينة وتبنى الشخصية على نقطة معينة توضح مزاج الشخصية فالأحداث التاريخية الكبرى لا يمكن التحريف فيها.

∎ السير الذاتية للفنانات تظهرهم ملائكة.. فهل هذا هو السبب فى عدم نجاحها؟
المسألة لا تتعلق بظهور الجوانب السلبية أو الإيجابية للشخصية فى العمل الدرامى بقدر ما تتعلق بالمنطلق الذى نبدأ منه والمغزى من تناول السيرة، فالمسألة تبدأ من المؤلف والمخرج فالسير الذاتية ليست عملا تسجيليا ولا فوتغرافيا فهى تخدم هدفا معينا وقد فتح مسلسل أم كلثوم الشهية لإنتاج أعمال تتعلق بالسير الذاتية، وفى أم كلثوم لم أقدم أم كلثوم بجوانبها الإيجابية فقط فقد قدمت كيفية تعاملها مع القصبجى وهو أحد الناس الذين ساعدوها لكن فى وقت من الأوقات حملته نتيجة عدم نجاحها وكانت قاسية معه فلم أقدم الملاك ولكنى قدمت الشخصية التى تقترب من الحقيقة فالقضية لا علاقة لها بشخصية الملاك ولكن لها علاقة بأنك عندما تنوى تقديم سيرة ذاتية لفنان يجب أن تكون عيناك على الحاضر وتبتعد عن دراما النميمة والعلاقات الشخصية ما لم تكن تخدم العمل الدرامى أو لها دور أساسى، فعندما قدمت
أم كلثوم ومصطفى مشرفة وقاسم أمين كانت عينى على الحاضر فحاولت من خلال أم كلثوم الرقى بحال الأغنية ومجاباة الأغانى الهابطة والسوقية والتأكيد على أن الأغنية قد تكون سلاحا وطنيا فعالا من خلال إعلاء قيمة الفن وفى مسلسل قاسم أمين كان الهدف نصرة المرأة فى قضايا الحريات ووضع المرأة الحالى فى المجتمع والربط بين تقدم المرأة وتقدم المجتمع فى السيرة الذاتية لصباح من الخطأ أن تكتب وصباح على قيد الحياة فما حدث هو أن صباح هى التى كتبت المسلسل بوجهة نظرها هى لكن فى أسمهان لم نر ذلك ولكن تم إعطاؤها بطولة زائفة.

∎ عندما تدخل المخرجة إنعام محمد على عمل درامى فهل يكون جاهزا تماما على الإخراج أم تتدخلين فى وضع تفاصيل السيناريو؟
تطرح علىّ الفكرة من بدايتها وإذا كان الموضوع خاصا بى أو مهمومة بقضية معينة وفى الآخر لابد من وجود نوع من التجانس بينى وبين الكاتب وأقرأ معه حلقة بحلقة حتى آخذ منه مسلسلا فى النهاية، فإذا كان المؤلف أبوالعمل فإن المخرج هو من يتجاوز العمل ومعظم الفنيين معى يكونون متفهمين لطبيعة العمل حتى يكون تجسيدا حيا لما كتبه الكاتب.. فأنا لا آخذ نصا جاهزا.. وأكون شريكة فى الميلاد حتى أكون مقتنعة به حتى أحب العمل الذى أخرجه.. ولابد أن أكون مقتنعة به ويكون فيه إضافة للمشاهد فالمسلسل يبدأ وينتهى عند المشاهد ولابد أن يكون للعمل الدرامى رد فعل جماهيرى، ففى بداياتى أخرجت مسلسل «هى والمستحيل» وكان يناقش قضية محو الأمية وكل أعمالى التى أخرجتها كانت من اختيارى عدا فيلم واحد كلفت بإخراجه وهو «الطريق إلى إيلات» وكنت مترددة فى قبوله لأننى لم أعش الحياة العسكرية.. ولذلك طلبت مقابلة أبطاله الحقيقيين وكان الموضوع مكتوبا بطريقة لا يوجد فيها جلال للموقف وطلبت مقابلة الأشخاص الحقيقيين أصحاب البطولات وتفقدت المواقع الحقيقية وعندما سألت أحد الشخصيات لماذا قمت بالعمل البطولى وكان أحد الأبطال المفروض أنه يلغم الرصيف الحربى فاللغم لم يركب فخلع الحزام الرصاص الذى يثبته فى المياه وعندما يخلع الحزام فإنه سيطفو على المياه ويكون من السهل رؤيته وعندما سألته كيف تضحى بحياتك كانت إجابته إذا لم يركب اللغم كنت حضنته بجسدى حتى ينفجر لذلك كانت هناك روح جميلة حتى الذى كان عنده أنفلونزا ومنع من تنفيذ العملية ظل مكتئبا حتى تم تعويضه بمهمة أخرى بعد شهرين وكانوا يتكالبون على العمليات.

∎ حدثينا عن آخر مسلسلاتك «طلعت حرب».. وهل استقررت بشكل نهائى على قبوله؟
لم أحدد قرارى إلى الآن فيما يخص مسلسل «طلعت حرب» فأنا مازلت مترددة لأنه لا يوجد لديه علاقات نسائية أو اجتماعية حتى يكتمل النسيج الدرامى كله حتى لا يغلب عليه الطابع التسجيلى، ففى مسلسلات السير الذاتية أنتِ لا تطرحين شخصية فقط ولكنك تطرحين عصرا كاملا بشخوصه وصراعاته، ففى مسلسل مصطفى مشرفة كان هناك قماشة عريضة والحلقات الأخيرة فى المسلسل كان بها صراع عنيف بين الملك وبين العالم وكيف غضب الملك فاروق من مصطفى مشرفة عندما تحدث عن جامعة القاهرة ولم يذكر اسم الملك فاروق فلم يعينه الملك فاروق رئيس للجامعة وعين تلميذه بدلا منه.
∎ ما رأيك فى الأفلام التى تناولت حرب أكتوبر.. هل استطاعت أن تقدم هذا الحدث الجلل كما يليق به؟
- أفضل الأفلام كان فيلم «أغنية على الممر» ولكن الموضوعات الأخرى كانت عبارة عن قصص حب تنتهى بموت الحبيب والبكاء على هذا الحبيب.. وهذا معناه أننا نقلل من جلال عملية الاستشهاد فالناس تضحى بأرواحها ودمائها فى سبيل بلدها وكأن الانتصار كان نكبة.. وقد غيرت نهاية فيلم الطريق لإيلات لإرساء هذا المبدأ فالنهاية المكتوبة كانت لمشهد يتصدر فيه جثمان الشهيد وهو يهبط من الطائرة وسط استقبال من وزير الدفاع.. فإيلات كانت عملية خاصة لذلك فمن شارك فيها كان يضع فى ذهنه جيدا أنه لن يعود.. وعندما تذهب مجموعة لمهمة جليلة كإيلات ويستشهد فرد فهو نجاح للعملية ولا يمكن أن ننهى الفيلم بمشهد الجثمان، بل يجب أن نصدر مشهد النجاح والعملية الخاصة تكون عملية سرية ومن غير المفترض أن يكون رئيس الدفاع فى استقبال رجال المهمة . فى إطار السرية لذلك أنهيت المشهد بتحليقهم حول القادة ثم انتقلت للأبطال الحقيقيين.

∎ ما رأيك فى الأفلام التى قدمت بعد الثورةٍ؟
- لم أر فيلم «بعد الموقعة» وأنا من أنصار الانتظار حتى تكتمل الثورة.. فالثورة حتى الآن لم تكتمل بعد وهناك متغيرات من يوم لآخر وحتى الآن لا أستطيع التأريخ للثورة وأكون صادقة.. أو يكون العمل مجرد انفعال أو يشوبه شىء من الدعائية.. فالثورة كلها لم تنته.. وكان لديك آمال عريضة وطرنا فى السماء.. ثم أعقبتها شهور سببت إحباطًا.. ثم ما آلت إليه الظروف.. ووقوع الثورة فى حجر الإخوان جعلتنا فى حالة اكتئاب.. فبعد أن كنا نحلم بمصر الجديدة وبأن يكون العلم نبراسا وجدنا نقاشات وقضايا عفى عليها الزمن.

∎ هل تتحدثين كمواطنة مصرية أم كمبدعة؟
- أنا أتحدث كمواطنة وإن كان الفصل هنا صعب بين كونى مواطنة مصرية أومبدعة.
∎ ألا يعتبر لقاء الرئيس بالفنانين وتصريحاته عن حرية الفكر كافية لطمأنة المبدعين؟
- لست متخوفة من وجود قيود.. ففى دراما رمضان هذا العام كانت هناك دراما منفلتة.. ولم يكن هناك أى وصايا أو نقاط تم لفت النظر إليها حتى الآن.

∎ ولكن هذا العام شهد وصول الفنانين لساحة القضاء.. ألا ترين فى ذلك إرهابا فكريا؟
- بالطبع هذا إرهاب فكرى والإرهاب الفكرى لن يتوقف على الفن فقط بل سيمتد حتى يصل لنطاق المعارضة.. وإذا بدأنا نفكر بهذه الطريقة فلن يكون لدينا فن أو إبداع.. فقد تم رفع دعوى مضحكة على الفنان عادل إمام بأثر رجعى وتم اقتطاع جمل فى غير سياقها من مسرحية قام بتمثيلها منذ أكثر من 02 عاما.. والخوف ليس منا كمبدعين.. ولكن الخوف من جهات الإنتاج والتى يمكن أن تهادن وتنافق الجو العام الموجود، خاصة جهات الإنتاج الحكومية.. وأنا أخشى من جهات الإنتاج أن تنافق القائمين على نظام الحكم ولا يوجد خوف على المبدعين لأنهم فى حالة استنفار مثلهم مثل القوى المعارضة التى هى أيضا مهددة بالإرهاب الفكرى أتمنى من الجميع، سواء المبدعون أو الفنانون والمعارضون أن يتكاتفوا لأبطال الدستور ∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.