تطالعنا شاشة رمضان كل عام بعمل درامي عن سيرة حياة شخصية من المشاهير سواء الفنانين أو غيرهم ويكثر الحديث عن مدي مصداقية هذه الأعمال, فالبعض يري أنها تجمل الشخصية التي تروي سيرة حياتها وسيرتها وتركز علي إيجابياتها فقط وما نطرحه في هذا التحقيق هو: إلي أي مدي تعتبر مسلسلات السير الذاتية توثيقا حقيقيا لحياة أصحابها ومرجعا صادقا يمكن الرجوع إليه. في البداية الناقد والسيناريست د. رفيق الصبان: علينا أن نميز بين الاعمال الفنية التي روت حياة فنانين والمسلسلات التي روت حياة المشاهير من غير الفنانين مثل العقاد و د.طه حسين ومصطفي مشرفة في هذه المسلسلات نجد الكتاب والمخرجين يتوخون الدقة الوثائقية لاعطاء نوع من الإقناع والمصداقية لهذه الاعمال لذلك تجئ هذه الاعمال بشكل مشرف. أما بالنسبة للأعمال التي تناولت حياة الفنانين فقد اختلفت فيها زاويا الرؤية فمسلسل أم كلثوم مثلا أظهر النواحي الإيجابية فقط بينما في مسلسلات عبد الحليم وسعاد حسني وليلي مراد كثرت الاختلافات فبعدت عن الحقيقة تماما أما مسلسل أسمهان فاستطاع أن يجمع بين السلبيات والايجابيات في شخصيتها, أما مسلسل الشحرورة, عن صباح أري أنه في البداية كان ملتزما بالخط العائلي أما عن مسيرتها في مصر فقد وقعت في تجاوزات كثيرة. وأعتقد أن أغلب هذه المسلسلات باستثناء مسلسلي ام كلثوم واسمهان قد غاب عنها التوثيق تماما وامتلأت بمعلومات غير دقيقة وغير صحيحة ويقول الكاتب محفوظ عبد الرحمن: في رأيي الدراما لايمكن أن تكون توثيقا نهائيا للشخصية وسيرة حياتها لكن مادام الكاتب تصدي للكتابة عن شخصية معينة عليه أن يوثقها بقدر مايستطيع, وبعض الناس يعتقدون أن كل مايتم كتابته عن الشخصية في العمل الدرامي تكون كل أحداثه صحيحة ولا أظن أن ذلك صحيحا في الدراما فعلي سبيل المثال شاهدت ستة أو سبعة أفلام عن نابليون بونابرت ولم أجد أي منهما مثل الاخر فهناك أعمال أو افلام تتقيد بأحداث السيرة الذاتية لكن يمكن أن تظهر أعمال أخري تختلف عنه وتقدم أحداثا أخري وعلي الكاتب أن يتجرد من فكرة الصح والخطأ في سلوك الشخصية التي يقدمها لأن الخطأ والصواب يرتبط بالظروف التي كانت تحيط بالشخصية وعاشت فيها وأنا عندما كتبت ام كلثوم استعرضت مالها وعليها بينما هناك أعمال أخري مثل مسلسل اسمهان حذف من تاريخها مايسئ اليها بنسبة 90%. وعموما فدراما السير الذاتية تنجح كلها ماديا لانه يتم تسويق المسلسل علي اسم صاحبه.