هناك أمور لا تحتمل الصمت ولا يجوز معها الانتظار ومنها موضوع حديث اليوم بشأن حملة الهجوم والنقد اللاذع ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي التي يديرها بعض الذين يوهمون أنفسهم بالقدرة علي التأثير في المزاج الشعبي العام المؤيد للرجل والمنتصر لسياساته وتوجهاته الوطنية! إن الرئيس السيسي لم يقل يوما إنه فرعون جديد امتدادا لحكم الفراعنة الذين كانوا يعتبرون أنفسهم فوق النقد وفوق المساءلة ولكنه علي العكس من ذلك يكرر الإلحاح علي حق النقد الموضوعي والهادف والبناء وليس الهجوم والترصد والتطاول الذي بدأ يشكل أداة تخويف وترهيب للوزراء وكافة المسئولين في الداخل ثم امتد إلي المناطق المحظورة في علاقات مصر الاستراتيجية. ثم قد أقول غير مبالغ أن الغالبية العظمي من شعب مصر بدأت تعبر عن ضيقها وقلقها وقرب نفاد صبرها من الاستخدام السييء لحرية الصحافة وحرية التعبير ليس من أجل السيسي ووزراء حكومته فحسب وإنما من أجل مصر التي ينسي الكثيرون أنها تواجه حربا مع الإرهاب في الداخل وصراعا شرسا مع قوي التحريض الإعلامي والسياسي في الخارج المتخندقة في بعض العواصم الكارهة لمصر. وبصرف النظر عن اجتهادات وتكهنات وتحليلات تتردد علي ألسنة الناس وفي جلسات المفكرين والمثقفين حول أسباب ودوافع حملة الهجوم المفاجئة ضد الرئيس السيسي فإنني لا أميل تماما إلي نظرية المؤامرة وأثق في سلامة القصد لمعظم ما يكتب ويذاع ولكن البعض يغيب عنه أن الوطن مازال في حالة اشتباك وأن المسئولية الوطنية تحتم مراعاة الانعكاسات السلبية لأي كلمة تضعف الروح المعنوية في الداخل أو تؤثر بالسلب علي علاقات مصر الاستراتيجية في مثل هذه اللحظات الصعبة والعصيبة. ثم أقول في النهاية إن البحث عن الحقيقة يحتاج إلي لغة المنطق وليس إلي مشاعر الانفعال والعصبية.. ومصر كلها وفي المقدمة عبد الفتاح السيسي يسعدها أن تتعرف علي الحقيقة وأن تتجنب الانزلاق إلي الانفعال والعصبية! خير الكلام : وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. كما أن عين السخط تبدى المساويا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله