عندما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسى أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطينى أكبر من أن يزايد عليه أحد فإنه يصيب كبد الحقيقة التى يتعامى بعض المحدثين فى العالم العربى عن رؤيتها وهم والحمد لله قلة قليلة تسكن فى عش الغربان الذى يحتضن شبكة إعلامية متخصصة فى الفتنة والتحريض والتآمر ضد كل الدول العربية وليس ضد مصر وحدها. والحمد لله أن مؤتمر باريس الأخير كان كاشفا وفاضحا لأمريكا والعواصم الأوروبية التى شاركت فيه بحضور تركياوقطر حيث لم يصدر عنه سوى ربط وقف اطلاق النار فى غزة بتلبية المتطلبات الأمنية لاسرائيل ليسقط القناع تماما عن المزايدات الرخيصة حول دور مصر ومبادرتها الشجاعة والحكيمة! والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التى يثور فيها لغط وجدل مفتعل حول آفاق وأبعاد الدور المصرى ولم تفلح مثل هذه المحاولات فى دفع مصر للتخلى عن التزاماتها القومية على طول عمر القضية الفلسطينية ومن قبل أن تعرف الخريطة الجغرافية العربية شيئا اسمه دولة قطر ومن قبل أن يجرى تكليف هذه الدولة بمهماتها التخريبية بواسطة قناة الجزيرة التى أنشئت خصيصا لهذا الغرض عام 1996 بأدوات الافتراء والكذب والتضليل! ودائما كانت الساحة السياسية والإعلامية فى مصر تمتلك حيوية وحرية فى التعاطى مع مثل هذا اللغط خصوصا بعد إبرام مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 من خلال تيارين أساسيين أحدهما أشرف بالانتماء إليه ويرى أن أمن مصر القومى مرتبط ارتباطا وثيقا ومتداخلا بالأمن القومى العربي.. أما التيار الآخر فيرى أن مصر بعد أن استردت كامل ترابها الوطنى ورفض الآخرون مشاركتها فى طريق السلام منذ البداية فإنها ليست ملزمة بتحمل ما هو فوق طاقتها وأن عليها أن تتجنب احتمالات استدراجها وتوريطها! وللحقيقة وللتاريخ كانت الدولة المصرية تحترم وجهتى النظر، لكنها لم تبرح أبدا موقع الانحياز للتيار الأول المساند للقضية الفلسطينية والمدرك والفاهم لمرتكزات الأمن القومى المصري... وتلك حكاية أخرى نتحدث عنها غدا. خير الكلام : القوة بغير عدالة ظلم! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله