لابد من الإشارة إلي أنه منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة عام1967 وحتي بعد قيام السلطة الفلسطينية عام1993 حرصت الدولة العبرية علي أن تبقي معابر الدخول إلي الأراضي الفلسطينية أو الخروج منها في يدها تماما حتي تتوافر لها أدوات الترغيب والترهيب اللازمة لاستمرار تجنيد العملاء الذين تحتاج إليهم في الداخل والخارج الفلسطيني علي حد سواء. وأيضا لابد من الإشارة إنصافا للحقيقة بأن نسبة الذين وقعوا في حبائل الاستخبارات الإسرائيلية نسبة ضئيلة للغاية من الفلسطينيين الذين قاوم أغلبهم كل محاولات الإغراء بالترغيب أو الترهيب برغم كل ما تملكه إسرائيل من أدوات القوة و النفوذ. وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم- وتشهد العديد من محاضر جلسات اللجنة الأمنية بالكنيست علي ذلك- فإن إسرائيل لم تجد أمامها نتيجة تكرار الفشل في ابتزاز الكثيرين ممن حاولت مساومتهم علي أن يصبحوا عملاء لها سوي أن تستخدم مع بعضهم أحط الوسائل القذرة واللاأخلاقية من خلال استدراجهم إلي ممارسات غير شرعية حيث يتم تصويرهم في أوضاع مشينة وبعد ذلك يقوم عملاء المخابرات الإسرائيلية بتخييرهم بين قبول القيام بالعمالة أو فضح أمرهم أمام أهلهم وذويهم! بل إن المخابرات الإسرائيلية كانت تكلف بعض ضعاف النفوس ممن أصبحوا تحت سيطرتها بمهمة تقديم بلاغات للأجهزة الأمنية الفلسطينية للوشاية ببعض الشرفاء والادعاء عليهم بالعمالة لإسرائيل حتي يمكن زعزعة ثقة الأجهزة الفلسطينية في نفسها ثم جذب انتباهها بعيدا عن العملاء الحقيقيين. وليس اللغط المتجدد هذه الأيام حول وجود شكوك في دس السم لياسر عرفات سوي أحد إفرازات الأدوار القذرة في معادلة الصراع. وأكرر اليوم ما قلته أمس لكي نفتح عيوننا جيدا هذه الأيام ليس في سيناء فقط, وإنما في سائر الوطن ودول الجوار وكافة تجمعات المصريين والعرب بالخارج!
خير الكلام: التجربة امتحان ثقيل قبل أن تكون درسا يستفاد منه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله