بينما كنت أشاهد قبل أيام جنازة أحد الضحايا الذين استهدفتهم الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة لفت نظري دعوات وصيحات الأم المكلومة وهي تصب جام غضبها ضد من أسمتهم بعملاء إسرائيل الذين يتتبعون حركة بعض من تراهم إسرائيل خصوما وأعداء ينبغي تصفيتهم. والحقيقة أن دعوات وصرخات هذه الأم الفلسطينية المكلومة تكشف عن وجود بعض العملاء المجندين لحساب الموساد الإسرائيلي والذين ظهر أثرهم السلبي والمدمر في أغلب عمليات الاغتيال التي طالت مئات من الكوادر الفلسطينية في السنوات الأخيرة. وأظن أنه ليس يخفي علي أحد أن ظاهرة تجنيد العملاء قديمة قدم الصراعات بين الأمم والشعوب وأنه رغم تطور أشكال وأدوات الصراع في ظل ما حدث من تطورات علمية وتكنولوجية هائلة فقد بقيت ظاهرة الجاسوس البشري تمثل رقما صحيحا في أرقام معادلات أي صراع إلي الحد الذي أصبحت فيه قدرة أي دولة علي تحقيق النجاح والحسم مرتبطة- بقدر كبير- بمدي قدرتها علي زرع وتجنيد العملاء والجواسيس داخل الدولة المعادية لها! وهنا تجب الإشارة: إلي أنه منذ أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 أصبحت لسلطات الاحتلال اليد العليا في كل شئ حتي إنه بعد قيام السلطة الفلسطينية عام 1993 استمرت إسرائيل ممسكة بمفاتيح حركة الفلسطينيين مثل تصاريح العمل وأذون السفر للخارج كأوراق ضغط لتمكينها من تجنيد العملاء! وعلينا أن نفتح عيوننا جيدا هذه الأيام ليس في سيناء فقط وإنما في سائر الوطن ودول الجوار وكافة تجمعات المصريين والعرب بالخارج! وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: كلمة الحق صعبة ونادرة في زمن الباطل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله