رغم مرور 45 عاما علي احتلال إسرائيل للقدس كأحد التداعيات الموجعة لهزيمة العرب في حرب5 يونيو عام 1967 فإن إسرائيل لم تتوقف عن مواصلة بث الأفكار المغلوطة والمقترحات المشبوهة. التي يريد الإسرائيليون بطرحها أن يخلطوا الأوراق وأن يطمسوا الحقيقة بشأن هذه المدينة المقدسة التي لم تتعرض أية مدينة في العالم- وعلي مدي التاريخ- لمثل ما تتعرض له القدس الآن من ادعاءات زائفة بملكيتها. إن القدس- وكما تقول كل الوثائق التاريخية المحايدة- مدينة عربية وقبلة إسلامية ورمز مسيحي بها بعض بقايا لحائط يبكي عليه اليهود ويندبون حظهم في إطار من الأساطير التي يتوهمون أنها توفر لهم الحق في إعادة عجلة التاريخ وعجلة الزمان إلي ما قبل أكثر من ألفي عام مضت! القدس وبما هو مكتوب ومرسوم ومسجل في الخرائط والوثائق الدولية والعربية مدينة تتوسط أرض فلسطين وترتفع فوق سطح البحر بأكثر من 750 مترا حيث شيدت مبانيها فوق جبل شاهق تحيطه عدة أودية مزروعة. وصحيح أن القدس تعرضت منذ فجر التاريخ للعديد من الغزوات وتعاقب علي حكمها العديد من الحكام في عصور التاريخ المختلفة سواء قبل الميلاد أو بعد الفتح الإسلامي لها, ولكنها كانت دائما تحتفظ بهويتها العربية من خلال أهلها وعمق ارتباطهم بمحيطهم العربي. ورغم شراسة الهجمة الاستيطانية التي قامت بها الوكالة اليهودية بمساعدة سلطات الانتداب البريطانية علي فلسطين قبل عام 1948 فإن القدس ظلت محتفظة بأكثريتها العربية الإسلامية والمسيحية, وحتي بعد أن أعلن اليهود قيام دولتهم عام 1948 استنادا لقرار التقسيم الذي لم يمنحهم أية شرعية في القدس ونص علي تدويلها فإن إسرائيل التي استطاعت خلال حرب عام 1948 أن تنتزع أكثر من 80 في المائة من مساحة القدس وتخضعها لسيطرتها لم تتمكن من تحقيق أكثرية يهودية في هذا الجزء إلا بعد سنوات طويلة مارست خلالها إسرائيل كل صنوف الترهيب والترغيب لتهجير وترحيل العرب من هناك. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: ليس مهما أن تخسر في البداية.. المهم أن تكسب في النهاية! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله