لم يعد لدى أدنى شك فى أن السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط - رغم تعثرها - مازالت تستهدف تعميم نموذج «الدولة الفاشلة» ليصبح عنوانا لافتا يبرر تمرير مخطط الشرق الأوسط الجديد! الذى يتابع ويدقق فى مغزى ومقصد الإلحاح الأمريكى على ما يسمونه بضرورة إعادة إدماج جماعة الإخوان ضمن العملية السياسية فى مصر لابد من أن يستريب من هذا الإلحاح الذى تستخدم فيه واشنطن كل آليات الترغيب والترهيب لتعويض صدمة المفاجأة والذهول مما جرى على أرض مصر يوم 30 يونيو 2013 والذى لم يكن فى حسبان أمريكا. والحقيقة أن واشنطن كانت تراهن على قدرة خلايا تيارات الإسلام السياسى بقيادة الجماعة «الأم» على ملء الفراغ الذى نشأ بعد أحداث 25 يناير 2011 باستخدام الدعاة المتمسحين فى الدين الذين يتكاثرون فى البلاد للسيطرة والتوجيه تحت رايات دولة لا تتوفر للقائمين عليها أى مقومات للسيطرة الكاملة على مقاليد الأمور وهذا هو أحدث نموذج فى العقل الأمريكى لمواصفات الدولة الفاشلة. كانت أمريكا مرتاحة للغاية من سيطرة الإخوان على سدة الحكم فى مصر ليس حبا فى الجماعة وإنما لضمان ازدواجية الدولة والجماعة وهى ازدواجية مقيتة تسمح للجماعة بالتهرب تماما من الدولة وبناء مدارسها وجامعاتها ومستشفياتهاوميليشياتها الخاصة وفق برنامج يبدو فى شكله الظاهرى براءة الجماعة من السعى للحلول محل الدولة وأخذ بعض أو كل صلاحياتها بينما يرتكز جوهر البرنامج إلى جاهزية الاستعداد للسيطرة على أى مجال تتراجع فيه الدولة وبما يضمن فى النهاية احتياج الدولة واحتياح الجماعة إلى التبعية الأمريكية التى توفر الحماية وتوفر التمويل! وعلينا أن نفتح عيوننا جيدا والتدقيق فى كل ما يعرض من مبادرات دولية أو مبادرات إقليمية لكى نتجنب وضع بذور إنبات الدولة الفاشلة مرة أخرى مهما تزايدت الضغوط ومهما تعددت أساليب المرواغة والتحايل.. وكان الله فى عون السيسى ومعاونيه! خير الكلام : لن يعرف طريق الشفاء من يعرف حقيقة الداء ولا يسعى لتعاطى الدواء ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله