فجأة تحول مؤشر التحريض عند الجماعة وحلفائها من مجرد الهجوم الجارح على المؤسسة العسكرية المصرية صوب بريطانيا لمجرد أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى أمر بفتح تحقيق حول نشاط الجماعة. ورغم أن مصادر بريطانية وأمريكية وفرنسية موثوق بها كشفت النقاب عن أن قرار ديفيد كاميرون جاء استجابة لنصح وتحذير من جهاز الاستخبارات البريطانية فإن آلة التحريض الإخوانية بأفواهها المتعددة والمتنوعة راحت تصوب سهامها لما أسمته بضغوط مارستها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ضد بريطانيا. وأغلب الظن أن مؤشر التحريض سوف يتجه خلال فترة قصيرة صوب واشنطن بعد التصريحات الأخيرة لجون كيرى التى اعتبرتها الجماعة تصريحات مليئة بالمغالطات وتحمل فى طياتها رائحة التحامل بما يؤكد صحة ظن الجماعة بوجود مؤامرة كونية ضدها.! إن من الغريب أن تنسى الجماعة وحلفاؤها أن سلوكياتها الفوضوية والإرهابية بعد 30 يونيو هى التى أدت لانفضاض كثير من القوى الدولية التى كانت توفر لها الغطاء السياسى والملاذ الآمن لكوادرها خصوصا بعد انفلات لغة الخطاب السياسى والإعلامى لما يسمى بتحالف دعم الشرعية فى مصر وبلوغه درجة التحريض المكشوف والتهديد السافر بإمكانية استهداف كل من تسول له نفسه فرض أى نوع من الحظر على نشاط الجماعة وفكرها! والحقيقة أن الجماعة وحلفاء ها أفرطوا فى الاطمئنان إلى توافق أهدافهم مع أهداف العديد من الدول الأوروبية التى كانت تدعم دور الجماعة فى تأجيج الصراعات الداخلية للعديد من دول الشرق الأوسط لحسابات واعتبارات مصلحية تحاول التستر «كذبا» بشماعة حقوق الإنسان والاضطهاد المزعوم لتيار الإسلام السياسى. لقد اقتربت لحظة مواجهة الحقيقة وليس قرار ديفيد كاميرون سوى الخطوة الأولى على طريق من المرجح أن تسير عليه دول أوروبا للنظر مجددا فى مخاطر استمرار السماح بأنشطة هذه الجماعات ومدى توافق هذه الأنشطة مع القوانين واللوائح الأوروبية التى تحظر أى نشاط يصب فى خدمة الإرهاب بالتنفيذ أو التحريض أو التمويل! خير الكلام: كل شيء يحمل فرصة ثانيةإلا الثقة عندما تنهار فإنها لا تعود ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله