تَمزق سوري يبحث عن حل، لاجئين بلا مأوى، وحلم إيراني ينتظر الإجهاض، وأوضاع مأساوية في اليمن، وجماعات إرهابية في ليبيا والعراق تظهر في العلن، ومصالحة عربية عربية منتظرة .. وجبات دسمة على مائدة القمة العربية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ يومي السبت والأحد القادمين. ثمة تساؤلات تدور في خُلد المواطن العربي مع بدء العد التنازلي للقمة العربية، منها هل تتمخض قرارات الجامعة العربية عن جيش عربي موحد لحماية الدول من مخاطر الإرهاب ومخططات التقسيم التي نراها الآن؟ .. وكيف سيتم تأسيسه؟ .. وهل يستدعي قرار القوة العربية المشتركة التعديل في ميثاق الجامعة أو تفعيل بنوده التي تنص على التعاون بشقيه الأمني والاقتصادي؟ .. وكيف سترضى طموحات الشعوب العربية التي مزقتها الفوضى؟ .. وهل ترتقي قراراتها لمستوى التنفيذ والابتعاد عن الشجب والإدانات؟. الأوضاع المتدهورة في الدول العربية، والمخططات الغربية التي تحاك ضدها، عبر تأجيج الفتن بداخلها، من أجل تقسيمها وتفتيتها، تؤكد حتمية اتخاذ قرار من جانب القادة والزعماء العرب، بتشكيل قوة عربية أو جيش عربي موحد لدرء المخاطر التي تواجه الدول العربية، خاصة في ظل تنامي الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي سيطرت على مناطق ومحافظات في العراق وليبيا واليمن. واعتقد أن الملف السوري سيكون الأصعب على طاولة الزعماء العرب، لعدم وجود اتفاق حول الأزمة السورية، فبعض الدول ترى أن الحل السياسي هو الحل الأمثل لتجاوز الأزمة، والحفاظ على الأراضي السورية، خاصة في ظل دعم دول لديها أجندات تريد تنفيذها في المنطقة للمعارضة السورية، فيما تؤيد دول أخرى التدخل العسكري والوقوف بجانب المعارضة السورية وتسليحها. القادة العرب مطالبون بردع النفوذ الإيراني الذي يتمدد يوما بعد يوماً في المنطقة، وهو ما اتضح في اليمن والعراق، وإيجاد مخرج للواقع العربي المتأزم، والاتفاق على مفهوم الإرهاب لأن مفهومه يختلف من دولة لدولة، كما أنهم مطالبون بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وتفعيل اتفاقيات التبادل التجاري، وتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب، وتجاوز أي خلافات بين الأشقاء. ويبقى السؤال الأهم والأصعب: هل ينجح القادة والزعماء العرب في تحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية .. أم ستظل كأي قمة تعقد دون التوصل إلى أي قرارات هامة؟! [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر