تعد القمة العربية التي تستضيفها العاصمة العراقية بغداد يوم 29 من الشهر الجاري، حدث تاريخي هام لم يشهده العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، ويعتبر انعقاد القمة أمر ضروري حتى يعود العراق إلى عالمه العربي مره أخرى بعد غياب طال انتظاره لسنوات عجاف. والمؤكد أن القمة تكتسب أهمية كبرى، وذلك في ظل تطورات الأوضاع التي تشهدها منطقتنا العربية، والمتمثلة في الربيع العربي الذي أطاح بعدد من الأنظمة الديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا، بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها حاليا بعض الدول العربية خاصة الوضع في سوريا. ومن الواضح أن هناك مخاوف حول مدى إمكانية انعقاد قمة بغداد، بسبب موجة التفجيرات التي ضربت عدة مدن عراقية، وخلفت وراءها عديد من القتلى والجرحى قبل بدء أعمال القمة، على الرغم من تأكيدات المسئولين العراقيين أن بلادهم اتخذت التدابير الأمنية اللازمة لتأمين اجتماعات القمة والوفود المشاركة من خلال نشر مئات من نقاط التفتيش وإغلاق الشوارع. وفي هذا الإطار نشير إلى التحذيرات التي أطلقها حزب البعث المنحل عبر الإنترنت من عقد القمة العربية وتهديده باستهداف مصالح الدول العربية التي ستشارك في القمة. عدم الاستقرار الأمني في الشارع العراقي يؤكد أن الحكومة العراقية لم تحقق الانسجام بين الأطياف المختلفة للشعب العراقي، وبالتالي كيف ترأس اجتماعات الجماعة العربية لمدة عام وهي غير قادرة على تحقيق أي شيء في الشأن الداخلي. وثمة تساؤلات أخرى يطرحها المواطن العربي قبل انعقاد القمة أهمها، ما مدى إمكانية انعقاد القمة العربية في بغداد في موعدها؟ .. وما مستوى التمثيل والمشاركة في اجتماعات القمة في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها بغداد؟ .. وهل ستشارك سوريا في الاجتماعات سواء كانت ممثلة في الحكومة السورية الحالية أو المعارضة؟.
وبعيدا عن الظروف الحالية التي يمر بها عالمنا العربي، يجب على القادة والملوك والرؤساء والأمراء العرب أن ينحوا الخلافات فيما بينهم جانبا، حتى تسير أعمال القمة في إطارها الطبيعي وفقا لتطلعات وآمال وطموحات الشعوب العربية، ويتخذوا قرارات حاسم لحل المشكلات التي تواجه المواطن العربي، ويتبنوا برنامج شامل للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لرفعه البلدان العربية، وتعزيز التضامن والتكامل في المجالات المختلفة بما يمكن الشعوب العربية من الحصول على حقوقها وتحرير وتأمين أوطانها. [email protected]