أسامة عجاج يحاسب الإنسان علي السعي، وليس عليه إدراك النجاح. هذا مايمكن أن نقوله، علي الجهد العراقي لعقد القمة. والتي تأخرت عاما كاملا عن موعدها. فقد كانت الحكومة العراقية حريصة كل الحرص، ومنذ سنة كاملة علي انعقادها. وقامت بتوفير كافة الإمكانيات و العوامل التي تساهم في إنجاحها. ولم يقتصر الأمر علي تهيئة الظروف المناسبة، علي أكثر من صعيد لمشاركة القادة وإقامتهم. بل تجاوز الأمر إلي حل كثير من القضايا العالقة، بين بغداد وعدد من العواصم العربية. وفي المقدمة اتخاذ خطوة مهمة باتجاه إغلاق ملف الأموال، والحقوق التي تخص العمالة المصرية . والأمانة تقتضي أن نشير إلي إن الحكومة العراقية. لم تنكر في يوم من الأيام، تلك الحقوق والمستحقات. والتأخير ارتبط فقط بمجموعة من الإجراءات اللازمة لذلك، ولحل المشكلة. وهو ماتوافق مع قرب انعقاد القمة .كما سعت بغداد برغبة عربية مشتركة في تهدئة الأجواء بينها وبين كثير من الدول. والتي أثمرت في الأيام الماضية ،عودة السعودية إلي تعيين سفير لها في بغداد، حتي لو كان غير مقيم. وعقد اتفاقية لتبادل المسجونين في البلدين. كما حرص رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علي زيارة الكويت. ونجحت الزيارة في إغلاق عدد من الملفات العالقة بين الدولتين. ناهيك عن اقتراب العراق من الموقف العربي في عمومه من الأزمة السورية. رغم مايجمع البلدين من مصالح، وعلاقات. بحكم استضافة دمشق للمالكي شخصيا. وقيادات عراقية آخري في زمن المعارضة أيام صدام حسين. والتزم بقرار تجميد مشاركة النظام السوري في اجتماعات الجامعة العربية. وبهذا تصبح دمشق هي العاصمة الوحيدة التي ستغيب عن أعمال القمة. وحتي "البعد الأمني "وهو السبب الذي يمكن أن تستخدمه بعض الوفود، في خفض مستوي التمثيل رغم انه حق أصيل لكل دولة فقد استعدت بغداد بكل مايلزم، للخروج بالقمة إلي بر الأمان. دون أي حدث قد يعكر من صفوها. وعلينا أن نتعامل مع القمة، من خلال منظورين ."أولها" المخاوف من تداعيات الخلافات في قمة السلطة العراقية علي إعمال القمة. خاصة ان بعض الأطراف في بغداد. ترغب في إشراك أو طلب تدخل عربي في تلك الأزمات . وهو أمر لايجوز علي اعتبار أن انعقاد القمة في حد ذاته، لن يحسب أو يضاف إلي رصيد رئيس الوزراء نوري المالكي، بل يصب في اتجاه تعزيز التوجه العربي للعراق. واستعادة دوره المفقود منذ أغسطس 1990." والثاني" علينا أن نتعامل مع حقيقة. أن هناك تيارات في العراق، وحتي دول في المحيط الإقليمي. تسعي بكل الجهد وكافة الأساليب، للبقاء علي العراق بعيدا عن محيطه العربي، استطيع الجزم بمسؤوليتها عن التفجيرات الأخيرة، التي استهدفت بعض المدن العراقية مؤخرا. مع توقعي أن تسعي بعمليات من هذا النوع ،إلي التأثير علي مجريات القمة، سواء الخميس القادم موعد وصول القادة. أو الفترة التي تسبقها، والتي تشهد اجتماعات وزراء الخارجية والاقتصاد. وحسنا مافعلته الأمانة العامة للجامعة ،ووزراء الخارجية، عندما تم الاتفاق علي اختصار جدول أعمال القمة، علي خمسة ملفات. دون أن يعني ذلك إهمال القضايا الاخري .ولكن يمكن حسم المواقف حولها في المستويات الأقل. المندوبين، أو حتي الوزراء خاصة ان الوقت محدود أمام القادة ومهمتهم حسم القضايا، التي يعجز الوزراء عن التوصل إلي التوافق بشأنها. ومن الظلم بمكان، تحميل قمة بغداد أكثر مما تحتمل. وخاصة ان الظروف العربية لاتساعد علي ذلك. في ظل نظام عربي جديد يتشكل مع ثورات الربيع العربي .ولو نجحت القمة في الموافقة علي المشروع الخاص ،الذي يعمل عليه الأمين العام للجامعة د. نبيل العربي. لتطوير وإعادة هيكلة الجامعة. لكفي قمة بغداد ذالك وخاصة انه شكل لجنة رفيعة المستوي لهذه المهمة منهم الأخضر الإبراهيمي، وعبدالرحمن العطية.