حذر المشاركون في ندوة الأمن القومي العربي التي ينظمها البرلمان العربي وانطلقت اعمالها اليوم بمقر الجامعة العربية بمشاركة لفيف من المسؤولين والبرلمانيين من الدول العربية من تنامي ظاهرة الارهاب في المنطقة لصالح مخططات تستهدف تقسيمها الى دويلات ونظام اقليمي جديد وطالبوا بوضع استراتيجية موحدة لحماية الامن القومي العربي ودرء مخاطره التي تهدد استقرار الدول العربية . ونبه احمد الجروان رئيس البرلمان العربي الى ان المنطقة العربية تعيش حاليا مرحلة صعبة ،محذرا من خطورة ما تواجهه من تحديات خطيرة سواء من اطماع خارجية تريد الانقضاض على ثرواتها ومقدراتها أومن خلال صراعات وفتن داخلية مافتئت تنخر في جسم الامة العربية قد ينتج عنها من نتائج يصعب السيطرة عليها. و أكد –في كلمته أمام اعمال الندوة-ان التحديات الخارجية المستمرة على الشعب الفلسطيني والمستمرة على مدى عقود طويلة ،فضلا عن الاطماع الاستعمارية لتفتيت البلدان العربية والتي امتدت لتشمل تفاعلات داخلية في العالم العربي هي في غالبيتها مدعومة من الخارج وموظفة للفكر الديني المتطرف الرامي الى استهداف أمن واستقرار المجتمعات العربية والنيل من المباديء السمحة للأديان السماوية. وشدد الجروان على ان ندوة اليوم التي ينظمها البرلمان العربي تأتي تكليلا للجهود التي بذلتها الجامعة العربية والبرلمان العربي سلفا لتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما فيها تفعيل دور مجلس السلم والامن العربي وذلك من اجل الخروج بمفهوم محدث للامن القومي العربي وتوصيات تتواءم مع تلك المتغيرات والتحديات الخطيرة . وحذر الجروان من مخاطر محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق الى المغرب العربي والتي يجب مواجهتها من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التي تناسب مع المجتمعات العربية والتي تعزز من وضع المواطن العربي وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات. وشدد الجروان على ضرورة الاهتمام ببناء مجتمعات متعلمة وذات وعي وثقافة حقيقية بإعتبارها الحصن الحصين للامن القومي العربي حيث ان المجتمعات القائمة على اساس تربوي متقدم وتعليم يرفع من الوعي المجتمعي هي مجتمعات حصينة ضد كل ما يعكر صفوها من افكار سلبية وهدامة. واشار الى ان مكافحة ظاهرة الارهاب والقتل التي بدأت تدخل في كثير من المجتمعات لابد من معالجتها عن طريق التربية والتعليم السويين ونشر الفكر الثقافي الساعي الى التنمية والاعمار وليس التخريب والهدم. واكد ان مسؤولية التربية والثقافة المجتمعية تقع على عاتق كل فرد كما ان الجزء الاكبر من المسؤولية عن كل من قطاعي التعليم والاعلام. جيش مصر درع الوطن من جانبه أكد رئيس الوزراء ابراهيم محلب اهمية هذه الندوة لتبادل الخبرات في مجال حماية الامن القومي وتعميق المفاهيم الديمقراطية،موضحا انها تنعقد في ظل ظروف اقليمية اصبح الارهاب فيها مخلبا ينهش في جسد الامة . ودعا محلب –في كلمته التي القاها نيابة عنه وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب المصري المستشار ابراهيم الهنيدي –الى اصدار توصيات للتصدي للمخاطر التي تواجه الامن القومي وترقى لتطلعات وأمال الشعوب التي تنشد الامن والاستقرار . وحذر محلب من تنامي ظاهرة الارهاب عربيا ودوليا بهدف التأثير على سياسات الدول من خلال محاولات التخويف والترويع ،موضحا ان ثورات الربيع العربي التي شكلت نقطة فارقة في دول المنطقة انتهز خلالها الارهابيون الفوضى التي نتجت خلال هذه الثورات لبث الخوف والترويع من اجل تحقيق أهداف سياسية . وشدد محلب في كلمته على انه من حق الدول مواجهة الارهاب دفعا عن سيادتها وارواح الموطنين وإرساء حقوق الانسان ،موضحا ان مواجهة الارهاب داخليا وخارجيا ضرورة لتوفير مناخ ملائم للتنمية والاستثمار. وطالب الدول العربية بتضافر الجهود لمكافحة الارهاب سياسيا وقانونيا ،منوها بأهمية تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي وقعت عام 1998 . ونبه الى ان مصر ليست بمنأى عما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا من احداث إرهابية حيث نالها قسط وافر منها واخرها حادث مقتل الجنود في الشيخ زويد بشمال سيناء،مشددا على ان جيش مصر العظيم سيظل الدرع الحامية لمصر والمنطقة العربية...معربا عن أمله في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وصولا الى عالم عربي خال من الارهاب والعنف. مخططات خارجية ومن جانبه أكد الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ان الامن القومي العربي منذ تأسيس جامعة الدول العربية موضع اهتمام خاص للدول الاعضاء وذلك بفضل احساسها بحجم التحديات والازمات في ذلك الوقت وعلى رأسها فلسطين قضية العرب الاولى. وقال –في كلمته التي القاها نيابة عنه السفير سمير القصير مساعد الامين العام لشؤون الامن القومي-ان مايحدث من تطورات في المنطقة العربية يشير بوضوح الى مخاطر جسيمة تهدف الى ضرب الدولة الوطنية من الداخل لتقسيمها على اسس مجتمعية وعرقية ودينية ومذهبية. واشار العربي الى ان هذه التطورات تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار ووأد التعايش في الدول الوطنية وتفجير حروب إهلية وانتشار المليشيات الارهابية المسلحة والاساءة لصورة العرب والمسلمين والاسلام كدين وتعزيز صورة نمطية سلبية عنهم في العالم لمنع اى تعاطف مع قضاياهم. وطالب العربي في كلمته بإيجاد نظام أمن عربي جماعي او تعاون فعال يتيح لدول المنطقة التحكم في مصيرها وتسوية اى نزاعات في إطار جامعة الدول العربية. تناقش ندوة الامن القومي العربي على مدى ثلاثة ايام عددا من المحاور منها المحور السياسي والاقتصادي والامني والعسكري والاعلامي والثقافي والمحور التربوي والاجتماعي بمشاركة نخبة من المتخصصين في هذه المجالات بهدف إعداد استراتيجية عربية للحفاظ على الامن القومي العربي ،ومواجهة التحديات الطارئة على المنطقة العربية خلال السنوات الماضية والنيل من وحدة واستقرار الدول العربية وتقسيمها لدويلات صغيرة تقوم على اسس دينية ومذهبية تمهيدا لرفعها للقمة العربية لاقرارها.